تتحمل شبكة الإعلام العراقي مسؤولية استثنائية في تعاملها مع الواقع العراقي بكل تفاصيله وبطريقة يفترض ان تكون حيادية وبدرجة كاملة دون الدوران في فلك اي طرف على حساب الأطراف الأخرى مع الإشارة الى أهمية ان تكون الشبكة ممثل حقيقي لنبض الشارع وهمومه وتطلعاته لأنها نتاج هذا النبض واحد مخرجاته الضرورية وليس مرآة عاكسة لمكون او كتلة او طرف او حزب على حساب الأطراف والمكونات الأخرى ومهما كانت صفتهم او عناوينهم،غير هذا فان جميع كادر الشبكة موظفين حكوميين تابعين للدولة العراقية وليس للحكومة فإذا ارتبطت هذه العناوين بالحكومة فان هذا يعني ان وجود هؤلاء سينتهي بوجود الحكومة لكن الحقيقة ان وجودهم مستمر بوجود الدولة وفي هذا مفارقة قد لا يشعر بها موظفي الشبكة في الوقت الراهن لكنهم سيجنون اثارها في الفترة القادمة كاستحقاق ونتيجة طبيعية لمثل هذا الارتهان.
والمتابع لشبكة الاعلام العراقي بكل تفرعاتها لا يجد صعوبة في معرفة توجه واندفاع الشبكة في برامجها وترويجها وسياستها ورسالتها الماضية باتجاه بوابة السيد المالكي ومن يدور في فلكه حصرا اما المكونات السياسية الاخرى واهتمامات ابناء الشعب العراقي وهمومة ومعاناته فلا تساوي طبخة اليوم عند القناة ومديرها وكادرها وهذا الارتهان والاختزال من قبل الشبكة للمكونات السياسية واطياف الشعب العراقي وحصرها بشخص المالكي ونفخ روح الابداع والاعجاز والنجاز في مشاريعه الفاشلة وتحركاته والتغطية على كل عيوبه واثامه يجعل كل الانتقادات والمطالبات بحل الشبكة او تغيير كوادرها امر ضروري ومهم وحاسم ويجب ان يتم باسرع وقت ممكن وعلى شكل حلول حقيقية لمعالجة ازمة الارتهان والدوران في فلك الحكومة.
ومثل هذا الارتهان والدوران في فلك مجرات المالكي وانجازاته ورجاله من قبل شبكة الاعلام العراقي ما كان ليحدث لو ان مجلس النواب تحمل مسؤوليته في اختيار اعضاء الشبكة والمفوضين او مسؤول الشبكة بحيادية وتجرد وبعيدا عن التحزب والانتماء الى الحزب الحاكم ونجحوا في تحصين الشبكة وابعادها عن سطوة وتهديد الحكومة.
ان البناء الذي بنيت عليه شبكة الاعلام العراقي ربما كان بناءا خاطئا في الهيكلية والعائدية والانتماء ولهذا فان مثل هذه الاخطاء ربما ستتواصل مع تبدل الحكومات وستبقى الشبكة تدور في فلك الحكومة مع كل دورة وتغيير وتتخلى عن دورها ومسؤوليتها التي وجدت من اجلها.
ان مجلس النواب معني اكثر من غيره بتصحيح مسارات الشبكة بما يتلائم وطبيعة دور هذه المؤسسة المهمة في خدمة توجهات الشارع العراقي وبناء الدولة العراقية الحديثة وانتزاعها من تحزبها وانحيازها الى جانب حكومة المالكي ورجاله لانها وجدت من اجل الجميع اما بقاء هذه المؤسسة تابعة وتدور في فلك المالكي وحزبه.. هنا لا يبقى عذر لاعضاء مجلس النواب الا حل الشبكة وايجاد تشكيل جديد بعديد عن تاثيرات الحكومة وابتزازها.