الفردي والزوجي ومشاكل جاسميه |
جاسميه مواطنة عراقية اغنيتها المفضلة (امعلم على الصدعات قلبي ) مات ابوها عندما سقط عليه سقف معمل الطابوق في ستينات القرن الماضي وذاقت اليتم والعوز وتحملت مسؤولية امها واخوتها الصغار وهي طفلة وعملت في ظروف عمل غير مناسبة لعمرها الصغير وفي نهاية السبعينات كبر الصغار ووجدت جاسميه نفسها عروس وزفه وهلاهل والله فتحها عليها ببيت وزوج واطفال لكن هذا الفرح لم يدم طويلا اذ اكلت نار الحرب العراق وايران زوجها في شهورها الاولى فعادت الى اجواء اليتم والترمل والمسؤولية عن الصغار واتعبتها مراجعة مديرية ادارة المراتب من اجل حقوق الشهيد التي لم تحصل منها الا على النزر اليسير فاضطرت للنزول الى سوق العمل من جديد لكنها لاتملك (حيل ) ايام زمان ومعامل الطابوق ارتحلت بعيدا للنهروان ايضا فقررت ان تعمل في تجارة الدواجن خصوصا وان القدرة الشرائية للمواطن اثناء الحرب مرتفعة بصاية اشقائنا في الخليج الذين كانوا يمولون الحرب ويراها القائد الضرورة حربا بالنيابة عن العرب وقتها وسارت بها الايام حتى اصبحت من تجار الدجاج المعروفين في علاوي جميلة وسوق الدجاج بالحبيبية وتعلمت السياقة للضرورة واشترت (بيك آب ) وتوسعت الحال فاشترت (سوبر) بموديلها كيف لا وهي من هي واصبحت من الذوات وزارت الديار المقدسة وضاع اسمها واستعيض عنه بـ( الحجيه) وبعد التحرير او سقوط النظام البائد او الاحتلال ارادت الحجيه الترشيح للجمعية الوطنية لكن العائق انها لاتملك شهادة وعرض عليها البعض شراء شهادة دار المعلمين لكنها رفضت بكل أباء التزوير وقالت يكفي اني تاجرة بصدق ولايشرفني ان أكون عضوة في اي موقع بشهادة مزورة . واليوم الحجيه على اعتاب الستين وقد وهن العظم منها واخذت الام المفاصل ما اخذت والشيخوخة تزحف عليها والابناء كبروا وتفرقوا في سبل الحياة وهي تحتاج في تنقلها لسيارتها ( المهافي ) ام ثلاث شدات ونصف لمتابعة اعمالها وزيارة الاولاد والبنات في مناطق بغداد المختلفة لكن نظام الزوجي والفردي هذا الذي وقع على راسها كالصاعقة شل حركتها وجعلها في حيرة من امرها فهي غير قادرة على شراء مهافي اخرى برقم مختلف والمرور وقيادة عمليات بغداد لم تستثنها مع الجهات غير المشمولة بالفردي والزوجي والحكومة لم تحسبها مع كبار المجاهدين والمعارضين للنظام السابق . ترى ماذا تفعل حجية جاسميه للتخلص من هذه الورطة ؟ اغلب الظن انهاذ ستحاول شراء هوية نقابة الاطباء او القضاة او الصحفيين رغم ان شكلها قد يبدو غير مقنع لهذه المهن او تنقل تجارتها الى محافظة اخرى بعيدا عن علاوي جميلة وسوق الدجاج ومشاكل الفردي والزوجي في بغداد. |