الإنفجار الديمقراطي!!

 

 

 

 

 

 

من العيب علينا أن نتحدث عن الديمقراطية في مجتمعاتنا كافة.

فالذي حصل عبارة عن أكذوبة , وقناع  للتظاهر بما ليس فينا وعندنا.

فنحن مجتمعات مدمنة على الإستبداد والطغيان والفردية وأخواتها , وما يدور حولها من تفاعلات متصلة بها وتؤدي أغراضها.

ووفقا لما فينا ركبنا حمار الديمقراطية , ووضعنا على ظهره أحمال قرون , فسرنا به في الصحارى , ذات العواصف العاتية , والأعاصير العدوانية المدمرة , فبرك في رمال جهلنا وطيشنا , وتعالى نهيقه المرير.

فلنعترف , ونواجه أنفسنا , بأننا مجتمعات غير مؤهلة للمعاصرة , ولنغيب عن الواقع الإنساني , ونندحر في أنفاق الرؤى والتصورات العتيقة , المتعفنة في دياجير الخاليات.

ما دمنا نعيش تحت الأرض وليس فوقها.

فالحياة لا تعنينا , ولا ندري لماذا جئنا , ولماذا علينا أن لا نفكر  بقيمتها ودورنا الإيجابي الحضاري المساهم بجمالها وبهجتها!

وكأننا مجتمعات سوداوية كئيبة , ترفض البهجة والسرور , وتتغنى بالآلام وتستلطف الويلات والمظالم , ولا يمكنها أن تساهم في مشروع صناعة الفرح وبناء عمارة الحياة.

وقد تعاظمت مآسينا عندما أقحمنا الدين في السياسة , وحولنا الكرسي إلى منبر ومحراب.

فأصبحت الديمقرطية قنبلة موقوتة شديدة الإنفجار , حوّلتنا إلى شظايا ساخنة متوهجة كالجمرات المتلهفة للإلتهاب , والإحراق والتدمير والإستحالة إلى رماد. 

فتصاعد دخان وجودنا , وتناثرت أجزاء كياننا , وتدفقت من فوهة بركان القرون , حمما تسعى للإضرار بالوجود الوطني والإجتماعي والعقائدي , ومحق ما فينا , وما يشير إلينا.

فصارت الموجودات ذات ملامح وعلامات فارقة , ومميزات تُسقطها في آبار الهلاكات , الناجمة عن هذا التشظي والإنفجار الرهيب.

ومن عجائب الإنفجار الديمقراطي العربي , أنه متواصل ومتوالد , ويزداد قوة وقدرة على التدمير الأشمل , والتأثير الأفظع.

والسعي إلى محق جميع الألوان وسيادة اللون الأسود , في رحاب البلاد وقلوب العباد.

وجميع مكونات المجتمع تساهم بتغذيته بالعوامل اللازمة لأشد الإحراق , وذلك بالإنضغاط في زوايا التطرف الحادة بأنواعها ووسائلها , كالتحزبية والطائفية , والفئوية , والفكرية والعقائدية والدموية والقهرية.

وكلها لا هم عندها إلا صب النفط والبنزين الإنتقامي في سوح النيران , وضخ العقول بالأفكار الحارقة , والإنفعالات الملتهبة الغاضبة , حتى تحول الوجود إلى ميادين سقر , وكل موجود ينادي , إلى أين المفر.

فهل من يقظة ضمير , وإدراكٍ لويلات الخطر , أم أن الجميع في رقصة الفناء والشرر؟!!