هل نجح الشعب في اختياره |
لا شك ان الشعب فشل في اختيار من يمثله في اختيار من يحمله مسئولية خدمته بل انه اختار مجموعة للبرلمان لمجالس المحافظات والمجالس البلدية ع ترى في اختيارهم تشريف لا تكليف ترى انه منه على الشعب وليس لخدمة الشعب لهذا فهدفهم خدمة انفسهم لا خدمة الشعب مهمتهم مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية لا مصالح ومنافع الشعب حيث بدأ هؤلاء الفائزون يتنافسون ويتصارعون من اجل الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا ومن اجل مصالحهم الخاصة في حين تجاهلوا الشعب ومصالحه ومعاناته تجاهلا كاملا وانشغلوا في جمع المال وخزنه في مصارف سرية وعلنية في داخل العراق وخارجه في بناء العقارات والعمارات في السفرات والحفلات والاحتفالات في جمع النساء وبطرق واساليب مختلفة الترهيب والترغيب حتى انهم اعادوا الينا ملك اليمين وزمن الجواري واسواق النخاسة فمن يريد المال والنفوذ عليه ان يكون سياسيا عضو في البرلمان عضو في مجلس المحافظات عضو في المجالس البلدية واذا عجز عن الحصول على ذلك عليه ان يكون من جوقة من حماية عضو البرلمان عضو مجلس المحافظات عضو مجلس البلدية فهذا يعني كل ابواب الجنة تفتح امامه ومن اي باب يرغب بالدخول متى يشاء وليغرف منها ما يريد اموال عقار نساء بغير خوف ولا مستحى كل ما يفعله صحيح سليم لانه موجه ومسدد من الله وهكذا يأتي المسئول حافيا اميا منبوذا دايح ضايع وبمجرد فوزه يصبح من اصحاب الملايين واذا استمر اكثر من سنة اصبح من اصحاب الملياديرات واذا استمر اكثر من سنتين اصبح من اثرياء العالم المعدودين لهذا نرى اللصوص والمزورين واصحاب السوابق من القتلة واهل الدعارة هم السباقون الى ترشيح انفسهم الى البرلمان الى مجالس المحافظات الى المجالس البلدية الى الانظمام الى حماية وعصابات هؤلاء المسئولين وهكذا اصبحت اموال العراق بأيدهم ولهم وحدهم رواتب وامتيازات ومكاسب لا تعد ولا تحصى فثلث الميزانية رواتب وامتيازات والثلث الثاني يسرقونه رشاوى ومقاولات وعقود وتعيينات وهمية لا وجود لها والثلث الاخير فساد اداري والمالي اما الشعب فيلهم التراب قال احد الموظفين في امانة العاصمة هل تدري ان عدد العاملين في النظافة اكثر من خمسين الف لا يعمل الا 500 اين الباقي لا وجود لهم هل لهم رواتب نعم لهم رواتب تذهب في جيب المسئول الكبير هذا غيض من فيض كما يقولون ثم قال هل تدري ان صبغ رصيف لا يكلف الا عشرين الف دينار كلف الشعب العراقي 25 مليار دينار نعم مليار وليس مليون وهذا الفساد يحدث في كل دوائر الدولة المختلفة المدنية والعسكرية وعلى كافة المستويات من القمة الى القاعدة المفروض بالذي يختار العمل السياسي الذي يرشح نفسه لخدمة عامة عليه ان يكون يحمل فكر ونهج وبرنامج خطة يعمل على تنفيذها على تطبيقها هناك سلبيات يريد ازالتها وهناك ايجابيات يريد تنفيذها وتطبيقها منطلقا من المصلحة العامة من منفعة الشعب وفائدته لا من مصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية فبعد فوز هؤلاء في مجالس المحافظات في البرلمان بدأت المساومات وهذه لك وهذه لي وعملية تعطيني هكذا واعطيك هكذا واخذت المناصب والكراسي تباع في مزايدات من يدفع اكثر يحصل على المنصب الذي يدر اكثر ذهبا ومن هذا المنطلق اي من منطلق المصالح الخاصة والمنافع الذاتية بدأ الاصطفاف وبدأ التقارب والتحالف فكان مخالف لكل قواعد القيم والاخلاق فترى ارهابي وهابي صدامي يلتقي مع من يدعي العلمانية والليبرالية ويتحالف معه والاكثر غرابة ترى هؤلاء ينتقلون من النقيض الى نقيضه من اقصى اليسار الى اقصى اليمين وبالعكس حتى انك لا تستطيع ان تعرف فكره توجه لانه في الصباح له موقف وفي المساء له موقف مضاد وربما في كل ساعة له موقف ومع جماعة معينة كل الذي يريده المال هو الدين وهو الله وهو الخلق ولا يعرف اي شي غيره من هذا يمكننا القول ان كل السياسين كل المسئولين ليس هدفهم خدمة الشعب ولا يملكون اي خطة اي برنامج لبناء العراق وسعادة الانسان العراقي بل كل همهم وكل تفكيرهم محصور في قضاياهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ورغباتهم الغير شريفة وشهواتهم الخسيسة هل يمكننا القول ان الشعب اخطأ في اختياره هل الشعب خدع وضلل ام ان التجربة جديدة ولم يمر بها سابقا فأختيار الاخرين تحتاج الى وعي و فهم وتجربة وممارسة ياترى لماذا احجم اهل الشرف والامانة واهل الكفاءة والمقدرة عن الترشيح وتصدر اللصوص والجهلاء واهل الدعارة هل اعتقد اهل الشرف والكفاءة انهم غير قادرين على مواجهة اللصوص والحرامية اعتقد ذلك كيف يمكننا ابعاد اللصوص والحرامية من الوصول الى كراسي البرلمان الحكومة نعم يمكننا ذلك هو الغاء كل الامتيازات والمكاسب التي يحصل عليها المسئولين وخفض رواتبهم بحيث لا يتعدى اكثر من اربعة اضعاف اقل راتب في الدولة ووضع عقوبات صارمة اقلها الاعدام ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة ضد كل مسئول يتجاوز على المال العام كل مسئول يستغل نفوذه كل مسئول يخرق الدستور ويتجاوز على القانون واخيرا نقول نعم اننا أخطأنا الاختيار فعلينا ان لا نخطأ مرة ثانية يمكن لنا ان نلوم غيرنا في المرة الاولى لكننا علينا ان نلوم انفسنا اذا اخطأنا في المرة الثانية
|