المُطي

 

مناسبة ذكر المطي إهنانه ( أجلكم الله ) هي ما عرضته قناة ( الحرة عراق ) أول أمس , من أن لحوم مطاية إمعلبة إجتاحت البصرة , والناس طايحيلهه دك .. طايحين دك للحوم مو للمطاية .
يعني ما أضم إعليكم , آني كضيت عمري جنت متعاطف ويه المطي تحديدا , بس مو كل مطي , خاصة من اشوفه ينبسط بلا رحمة , ( والمجاري ) طايحله دك بالقمجي , وكلساع يخرخشله بالقوطيّة يم طيزه حتى يطير .. تكول هو أباتشي مو مطي !
القوطية تلعِّب الروح , مال معجون إمعَفِسَة ( إمخَسِفَة ) ومتروسة حصو وامخليهه أبو العربانة يمه , بس يشوف المطي فتَّر إشويّه يخرخشله , والحيوان إيعصّي ويضُّك , ويجنِّح بعدهه . 
و ( المجاري ) كلب إبن كلب إبن مشعول صفحة , ماكو إبكلبه كل رحمة , ميضرب المطي إلاّ على المكان اللي يوجعه , خاصة عل العَوْرَة اللي بفخذه الأيمن , ويصيح وياهه : ديخ إنعل أبو راعيِّك ! وخطية أبو ( المجاري ) يومية يشتعل بالكبر ألفين مرة !
جان أكو طولة مال مطاية بوحدة من المدن , مثل " وكفة الغنم " , بس يبيعون بيهه مطاية . الدلاّل من أسرة معروفة بالمدينة متخصصة إبيع الطَرِش . جان من يصيح عل المطي بالمزاد , ويطيح بالأخير على واحد من المجارية لو الفلاليح يشتريه , يكلله : والعباس بايعلك أخو مو مطي .. أخو تعتمد إعليه وتخليه حَدِر يمناك .
جنت أنقهر عل المطي من أشوفه إظهر واكف بالحَر جوّه الشمس بشهر تيموز لو بآب اللهاب يتلوّه , ويتفركع الحيوان من يتمرغل عل التبليط , لو عل التراب وهوه يفور مثل التنور . والأنكس من هايه لما يحمِّله ( المجاري ) حمل جُص إستوَّه طالع من الكورة يفور ويكلب !
فد يوم صارت إعلينه إمصيبة بالواحد وتسعين , وطلعنه عشر عوائل شلع ل " عبد الله أبو نجم " نزلنه ضيوف ثكال عل المعدة عد " الكوّام " الساكنين بالقرب من " عبد الله أبو نجم " إكعدنه من الصبح الزعاطيط ما همه . سألت وين راحو ؟ كالولي : هسه يجون . 
وره إشويه إجو الجماعة يسوكون بالمطي . كللتهم : ولكم وين أخذتوا المطي ؟ كالوا : لا .. هو المطي أخذنه وياه ! سألتهم : إشلون ؟ كالوا : ردنه ماي نغسِّل من الصبح , كللولنه " الكوّام " خللوا المصاخن على ظهر المطي وهوه ياخذكم للساكية , إترسوهن وصعدوهن على ظهره وهوه راح يجيبكم للحوش .. ما إتيهون . طلع ماكو إسالة بحي الكوّام .. عاد ما أدري الربُع جرّولهم ماي لو بعد ؟
وفد يوم جنت إصغيّر جان عمري عشر سنين ( إمزمان ) ورحت لبيت جدي ب " شفاثه " . بالليل كام سِنّي يوجعني وما كدرت أنام . كالوا لرضاوي إبن عم أمي : كوم أخذه لأبو حميد خل يداويه . كللهم : شيوديني بهالليل ؟ كللوله : شوف المطي مال أبو إسعيِّد . دك الباب إعليهم .. جان عدهم مطيين , واحد جحش إصغيِّر ميشيل إثنين , وواحد كديش معتبر إمعتوِر وعالي , جانن واكفات جوّه السكيفة .
صعد رضاوي عل المطي وشبَّخت وراه , وشلع بينه المطي لبيت أبو حميد من دون ما ندليه .. طلع يندل ومعميل إعتيك وياهم , يومية يجيبلهم مريض بنص الليل , لو واحد بطنه توجعه , لو راسه , لو وحدة متعارضة . شفاثه كضّت عمرهه بلا ماي إسالة , لأن تعتمد على العيون .. بس هالأيام حتى العيون ناشفة !
من جنه أيام زمان نروح ونجي براحتنه من وإلى بغداد , نوكف بالطريق بالبساتين ما بين " المحمودية " و " اللطيفية " نتغده لو نتعشه , وحتى إنبرِّد السيارة , لأن " اللاده " تحمه بالعجل . 
فد يوم جاي نتغده " تشريب " , طبك واحد بسيارته وظل يتلفت يمنه ويسره . بالسبعينات ما جان أكو مفخخات ولا تفجيرات ولا ذبح عل الطريق . سألنه : شنو وين صار مطعم " أبو ... الكباب " ؟ جاوبه أبو مطعمنه : صار له فترة إمعزِّل . سأله : لماذا ؟ إتردد صاحبنه أول مرة , وبعدين كلله : مو لزموه الأمن يذبح مطاية ! إتعجب الرجّال وظل صافن إشويه مثل المطي , وكال : لا يا إبن الكلب .. صار لي سنتين أطبك عِده آكل كباب , على هالحجي آني هسّاه ماكل لي فد مطيين بالقليل , واستَوْني إعرفت ليش صاير أصفن إهوايه !
كضّه عمره المطي ضحية , وما ارتاح إلا من دخلت الستوتة للعراق . كل العربنجيّة وأهل المطاية عافوا عرباينهم ومطايتهم , وكاموا يركبون ستوتة . من يومها محَّد كام يسأل على المطي . طبعا إتكاثرت المطاية وزادن وصارن يفترَّن بالشوارع .
الجماعة إستغلوهه فرصة وكاموا يذّبحون بالمطاية . أريد أسألكم : بشرفكم جا إنتو كدرتكم على المطاية الفقيرة , اللي كضينه عمرنه نركب إعليهه وإنحمِّل فوكاهه وندكهه ونلعن والديها .. إذا انتو هجي سباع ليش متروحون للمطايا اللي صعدت على ظهورتنه وركبتنه وكامت إتحمِّل إعلينه وتسوكنه سوك للإنتخابات حتى ننتخبها ؟