صولة التصريحات النارية تنعش بورصة حكومة العراك الوطنية |
عادت شعارات الموت والوعيد والتهديد والتخوين للظهور من جديد على واجهات المحلات وحيطان المباني الخاصة والعامة ومكبات النفايات وحاويات الزبل وبعبارات معروفة مسبقا وبخط يصعب فك رموزه وتحديدا بعد خروج اتباع التيار الصدري في تظاهرات خجولة منددة بشريكهم في الحكم رئيس الوزراء نوري المالكي على خلفية تصريحاته التي استهجن فيها مطالبة مقتدى الصدر بحصر توريد السلاح من دول غير الدول التي احتلت العراق وان يكون السلاح للعراق وليس للاخرين وكذلك تهديده لاصحاب مثل هذه التصريحات بملاحقتهم قضائيا اذا لم يقدموا ادلة على ما يدعون. من جانبه شكر الصدر اتباعه على ما قاموا به من نصرة له ورفض ما بدر من انصاره من شعارات وكتابات هيروغلوفية نالت من المالكي وحزبه واتهامه بالتجسس والعمالة والفساد وان كنوا صادقين فيما ذهبوا اليه من فساد المالكي وبطانته. ويبدوا ان التاريخ سيسجل لحكومة المالكي وشركائه في حكومة الشراكة الوطنية سابقة لم تصل اليها اي دولة او مجموعة في العالم وعلى مر العصور وهي هذه الحرب الكلامية التي كلما هدأت جبهة فتحت جبهة اخرى واشعلت نيرانها وكأن مهمة هذه الحكومة اشغال الناس بحرب التصريحات وليس خدمة الناس. وقد يكون مسلسل اختلاق الازمات وحرب التصريحات الاعلامية جزء من تجارة انتخابية حان وقت رواجها ونحن على بعد خطوات من انتخابات مجالس المحافظات ومن بعدها الانتخابات التشريعية وربما تعبر عن افلاس سياسي وخواء فكري وتخبط اداري وقد تمثل منهج ورؤية اساسية واولوية من اولويات ممارسة العمل السياسي للاخوة الاعداء في حكومة الشراكة الوطنية والسير فيه وقطف ثمار مغالطاته واعتقد ان هذا المعنى هو الاقرب بدليل هذه المواجهات الحامية وحرب التصريحات النارية التي تشتعل يوميا ومنذ تشكيل حكومة التصريحات العدائية النارية والاخذة في التصاعد ،وبات على المواطن العاطل عن العمل والعائلة المشردة بسبب عدم وجود مساكن لائقة لسكنها والارامل والايتام الذين لا يجدون قوت يومهم وضحايا العمليات الارهابية الذين لم تتمكن الدولة من توفير الامن لهم ،ان يتحملوا مجبرين ضياع اربع سنوات من احلامهم وامانيهم. ولو اردنا ان نقوم باجراء احصائيات لاكثر الكلمات المتداولة خلال سنوات حكومة الشراكة الوطنية فلن تجد اكثر من المالكي وبارزاني والارهاب والتحشيد والاحتراب والتسقيط وسحب الثقة والفساد والصفقات والتيار الصدري ومها الدوري وسامي العسكري وعزت الشابندر وعلاوي والنجيفي وطارق الهاشمي بينما تكاد تتلاشى كلمات الامن والامان والاعمار والاستثمار والبناء والملاعب والاستقرار والوحدة والايثار والحوار . لن تكون الفترة المتبقية من مدة حكومة العراك الوطني افضل من السنوات التي مرة وستكون حرب التصريحات الاعلامية هي الصولة التي يحتاجها جميع الشركاء في المرحلة الحالية طالما ان سجل هؤلاء في الاعمار والدفاع عن حقوق الفقراء والمساكين والمستضعفين ومكافحة الارهاب والبطالة سلبيا ولا يوجد فيه ما يستحق الذكر والفخر. |