نعم.. نحن بقايا شعب ايها الخزاعي

 

سلاما يا عراق .. يا من تكالبت عليك الايدي والافواه من كل حدب وصوب .. 
فالهدف هو محو شعب بتاريخ لا يمكن تحديده زمنيا لقدمه وعراقته وامتدده بعمق التأريخ .. من الاصالة والعنفوان والجمال .. الى ارض حملت اطهر الانفس من انبياء واوصياء وصالحين وقديسين ..
هم يريدون محو الشعب .. ونحن نقول يا من تبقى من هذا الشعب بعد كل المجازر وبحور الدم التي مر بها هذا العظيم المارد .. من اول ايام البعث الى ايامنا هذه .. والى حيث حصدت القوى الارهابية البارحة( 23)روح طاهرة لا ذنب لها سوى انها عراقية وبريئة .. تضاف الى قائمة من غادر المكان نحو الخلود عبر رحلة الشهادة .. غادرنا نحن .. بقية باقية من هذا الشعب ..
**
ما الخلل في هذا الكلام ..ما الخطأ في هذا المفهوم .. ام اننا مجرد اناس يحبون ان يتهموا الجوري بلونه الاحمر الجميل ؟ نعم نحن بقايا شعب ضحى بكل شيء وبات على شفير التضحية بالتضحية نفسها فكيف لنا اذن ان نصف شعب تتفجر به الطرق على ايدي الارهابيين القتلة .. 
فتتناثر اشلاء الشهداء .. وبعدها يأتي المسعفين والناس يتجمهرون لانقاذ اخوانهم واخواتهم وليحملوا من فيه نفس في الحياة .. وتنفجر المفخخة الاخرى لتحيل المشهد الى خراب ثان على كتف الخراب الاول..
افهمونيها الان .. السنا فعلا بقايا شعب بطل يريد ان يصنع حياة من لب الموت؟ واعترفوا لي .. هل هناك فينا اي بشر لا يتوادع مع اهل بيته كمودع من سيسلك درب الموت عند مغادرة المنزل صباح كل يوم ؟ السنا اذن بقية باقية صامدة في وجه الموت؟ السنا بقايا هذا الشعب المتوكل على الله تعالى وبركة محمد صلى الله عليه وعلى وال بيته الاطهار؟ في لقائه مع قناة البغدادية الفضائية ذكر الدكتور عامر الخزاعي ان العراق هو بقايا شعب ..
الرجل قال هذه الجملة من قلب مكلوم على شعبه ..
من ود لكل العراقيين واحترام للدماء التي تتناثر على ارصفة الوطن كل يوم ..
قالها مخلصا ومن دون مواراة.. ولا انتقاصا من اي عراقي حي او شهيد حي ..
فهذا العنوان لا لغط في كتابه ابدا.. ومن يعمل من اجل العراق كل يوم لن يدوس ابدا على خطوط حمراء تؤطر كرامة وسمو وسيادة هذا الوطن وشعبه ..
الا ان المفهوم البسيط للكلمة التي نطق بها الرجل ثارت عندها ثائرة جمع يحب الكيل بمائة مكيال حسب الحاجة ويحب تغيير المعاني والجمل وتفويه الناس بما لم يتفوهوا به ..
فقالوا ان هذا اساءه للشعب العراقي ومحاولة للحط من قيمته وكرامته ..
وبصراحة تامة .. ان المجموعة التي روجت لهكذا مفهوم تتألف من مجموعتين لا ثالث لهما: المجموعة الاولى تشتمل على البعثيين والموالين لهم والمجموعة الثانية تشتمل على البسطاء الذين انطلت عليهم لعبة التضليل والتدليس البعثيه هذه ...
بقايا شعب هو تعبير مجازي ,واستعمل في محله تماما , فالجرائم التي ارتكبها البعث – جسديا ومعنويا – بحق العراقيين لو انها ارتكبت بحق الجبال لانهارات وتحولت الى تراب .. فمن مقبره جماعية الى اخرى, ومن حفلات اعدام الى سجون ومطارادات وتشريد وتهجير واحواض تيزاب ومفارم بشرية ..
لا سبيل الى مقارنة وضع بوضع ولا بجر كلمات لم يكن من ورائها هذا المعنى الى ذرة من ذرات الاساءة الى شعب صلب على خشبة البعث المسمومة من عام 1963 الى عام 2003 عندما خلصنا قلبا وقالبا من كل نجاساتهم وشعاراتهم وممارساتهم الاجرامية ..
**
علماء النفس يؤكدون ان الشعوب التي تتعرض للقتل والاضطهاد اليومي لن تصحو من كوابيس ازماتها وماضيها بسهوله , وهذه حقيقية علمية ترتبط بنفسية الانسان وتركيبته المعقده .. وكم هي السنوات التي قضاها هذا الشعب وهو يموت يوميا تحت سياط البعث؟؟ الهجمة  بسبب هذه الجملة , هي مقصودة ويراد منها الاساءة للخزاعي ومن ثم المالكي وانتهاءا بالعملية السياسية التي يحاربها الكثير من الموتورين من بقايا البعث والتكفيريين واصحاب الاجندات التي لا تريد ان تقوم قائمة للعراق ..
نعم ... نحن بقايا شعب مضطهد
نعم نحن نريد النهوض بهذه البقية الباقية من نبض ومحبة وشرف .. وان نسير بالناس عبر دروب الخير الى الخير كله ..فنحن لا نبطن ما لا نظهر لان ما فينا هو في اعيننا وفي قلوبنا التي تنطق الكلمات قبل افواهنا ..
نحن لسنا بعثيين ولا تكفيريين ولا نريد الا الخير للعراق .. ولبقية شعب يعمل فيه تقتيلا كل يوم لانه ببساطة .. شعب العراق
+ +
نعم نحن بقايا شعب انهكته الحروب والمجازر البعثية والارهابية نعم نحن بقايا شعب يتألف من الالف الارامل والايتام والمعوقين والموؤدة احلامهم .. وعشرات الالف من الامهات اللواتي مازلن يجلسن على عتبة ابواب البيوت ينتظرن عودة الابناء المغيبين في مقابر البعث والارهاب..
نعم نحن بقايا شعب اندملت قلوبهم بالجراحات وملئت صدورهم بالاهات والمواجع لايشعر بها الا من اكتوى بنارها وعاش المها ومعاناتها ..
نعم نحن بقايا شعب في كل يوم يرحل من فاجعة الى اخرى.. ومن مجزرة الى اخرى ..
وتغير معالم ارضه وتجفف انهاره واهواره ...
نعم نحن  بقايا شعب ايها الخزاعي يامن وقفت على ( طولك ) تحت زخات الرصاص البعثي وقنابر الهاون وصواريخ الراجمات , واطلقت اهزوجتك الحماسية.