قدّموا حلاّ !!

 

 

 

 

 

 

كتاباتنا السائدة لا تعرف مهارات تقديم الحلول والخيارات , 
 للمشكلة التي تتصدى لها , أو الموضوع الذي تتناوله.
وإنما هي كتابات تتموضع فيما تتصدى له , فتتأسن , 
وتراوح في ذات المكان , وتجهل قدرات المبارحة , 
والبحث في المخارج  والآليات اللازمة للحل.
وبإختصار إنها كتابات إجترارية ,
إذ تملأ السطور بمعطيات دائرة مفرغة من الكلمات , 
الخالية من القدرة على الحيوية والتفاعل المنتج البنّاء , 
وهي عبارات ذات سلبية عالية وتأثيرات سمية قاتلة.
فالمجتمع العربي بحاجة إلى تقديم حلول , 
وليس إلى كتابات مكتئبة ذات درجات فائقة من اليأس والتيئيس , 
وهي تستحضر أدوات سحق الأمل ونحر التفاؤل , 
وطمر الإرادات الساعية للأحسن والأجمل , والمؤمنة بالغد الأفضل.
ومَن يقرأ مقالة , يتساءل , ماذا يريد الكاتب أن يقول , وإلى ماذا يدعو , 
ولا يجد إلا أنه يريد أن يعبّر عن محنته بما يتناوله , 
وكأن ما يكتبه تعبير عن الغوص في مستنقع تداعيات , 
وتوطن في الغاديات , وتوحل في قتل الأمنيات.
ومعظم ما نكتبه يكون ضمن أفق الكتابات السلبية , 
المُحْبطة للإرادة , والمانعة للخطو بثقة إلى أمام, 
أو أنها كتابات تعجيزية , ومساهمة في صناعة حالة العجز, 
بل هي تعلمنا كيف نكون عاجزين.
وعندما نتعلم العجز , يتولانا اليأس , 
وتتوافد إلينا مسوغات الكآبة والإندحار , 
مما يدفعنا إلى القيام بسلوكيات إندحارية , إنتحارية ذات نتائج وخيمة ومرعبة.
وهذا ما يحصل في المجتمع ,المتوطن في المآسي والتفاعلات السلبية , 
المؤدية إلى صيرورات متقاطعة مع العصر ومفردات الحياة القائمة.
فهل سنتعلم كيف نقدم الحلول , لا أن ننفيها , ونساهم في تراكم وتعقيد المشاكل؟!!