ميثاق الشرف حلاوة بجدر مزروف

 

اذا اردت ان تعرف معنى الاخفاق التام , عليك ان تنظر الى الواقع العراقي المؤلم , الذي وصل الى حافة الانهيار الكامل , بكل جوانبه المأزومة , والتي قد تؤدي بالعراق الى شفا التفكك والفناء , في ظل قيادته السياسية الجديدة الميمونة , والتي لا تحمل ولا تعرف ولا تفهم ولا تدرك من العراق , سوى الشهرة والمال الحرام , لتقوده الى طريق معبد بالالغام , وهو يسير من سيئ الى أسوأ , وخلال تجربة العشر السنوات المريرة من استلامهم قدر العراق , وهم يقودونه من منزلق خطير , الى منزلق اخطر , من تشتت وانقسام الى التلويح بالحرب الطائفية , ومن بلد غني بموارده الطبيعية وخيراته الواسعة , الى بلد فقير و25% من سكانه تحت خط الفقر , والى بلد الفساد والى بلد يلعب به الاهمال وغياب الخدمات , الى بلد تعم به اكوام الازبال والنفايات , الى بل يوصم باقذر بلد من ناحية انعدام نظافة المدن , لقد فقدوا مصداقيتهم ومكانتهم وشعبيتهم , وسمعتهم تمرغت في مستنقع المجاري الصحية , وهم يكفرون بقدسية الوطن كل يوم , لذا فلا غرابة ان تكون اجتماعاتهم ولقاءاتهم امام الاعلام والكاميرا الحية , تختلف عن لقاءتهم السرية , فالاولى يكون العناق والقبل والاحضان الساخنة والملتهبة بطبطبة الاكتاف , انم يمثلون ادوار مسرحية بالكوميديا السوداء , انهم كالحرباء يتلونون بجلودهم , بتقمص ادوار الرجال الصالحين , الذين يؤمنون بالشعب وللشعب , ولكن حالما ينتهي اللقاء , يعود كل منهم الى عش الفساد والدجل والاحتيال , ويستمر الوطن بالاستباحة , ويظل المواطن يواجه الموت المجاني . ويستمر الخطاب الطائفي , يشعل الازمة السياسية بالتفاقم , فلم تعد لهم مصداقية وهيبة , مهما ابرموا من مواثيق شرف وعفة وعذرية , او مواثيق سلام , سرعان ما يمزقونها , حالما تنفض ساعة اجتماعاتهم , وتظل المخاطر تتضخم وتتعمق وتتمدد , بصراع الطائفي العنيف والارهاب الذي يحصد المواطنين الابرياء , اذا كانوا صادقين في ميثاق الشرف الجديد , وان هذه المرة جادين وصادقين باخلاص ومسؤولية , في اخراج البلاد من ظلام الازمة والاحتقان والتخندق الطائفي , وحل مشاكل البلاد , وتعديل المسار السياسي بالسكة الصائبة . وان يكون هذا الميثاق الشرف , ميثاق عملي , سيبدأ العمل به فعلا وقولا في نجاح المساعي , وليس مورفين مخدر بشكل وقتي . عليهم ان يبدأوا الاصلاح في علتهم , ان يتخلوا عن نهج الغنيمة والفرهود , ان يحترموا بنود الدستور , ان يكفوا عن خنق الحريات العامة وحرية الرأي والتظاهر السلمي . يجب ان يتخلوا عن سلوك الاستحواذ والاستبداد في الحكم والكرسي . ان يطردوا من صفوفهم السراق والحرامية والمزورين . يجب ايقاف الاعلام الطائفي بكل صنوفه . يجب ان يقروا ويعترفوا , بالمعايير الوطنية والكفاءة والخبرة , في تولي المهام والمسؤوليات والمناصب , وليس على اساس الطائفية والحزبية والفئوية الضيقة . يجب العمل في باقصى درجات السرعة بنزع سلاح المليشيات الطائفية ووضعها تحت طائلة القانون , بالمحاسبة والعقاب , لتكون دولة القانون , حاضرة لمن يعبث بامن المواطن , او بالمرصاد من يخرج عن جادة الصواب , ليحتل العدل والانصاف مؤسسات الدولة , اما غير ذلك يعتبر خداع , وضحك على الذقون , واستخفاف واستهتار واستهزاء بالشعب . ان الشعب يريد الخلاص من هذا النفق المظلم , الشعب يتطلع ان تنتهي سنوات العجاف , التي اهلكت الحرث والنسل , الشعب يحلم ان تزول هذه الغمة والغيمة السوداء , التي عصفت بالوطن لتجره الى المهالك , ولكن يجب ان تكون النوايا صادقة والارادة الطيبة , وان يكون شعار الخلاص والانقاذ , بارجاع هوية الوطن , يجب ان يكون الحرص والمسؤولية , هو الدافع الاول , غير ذلك يكون الحديث عن ميثاق الشرف عبث الصبيان . او حلاوة بجدر مزروف.