ديمقراطية مع وقف التنفيذ..! |
الديمقراطية في زمن الدكتاتورية, جاءت تحمل الينا البشرى, بزيها الكاذب, وهي جميلة الجميلات من ظاهرها, وقبيحة الشكل من باطنها. كما معروف في كل المفاهيم ان الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه وذلك عن طريق اختيار ممثليهم في صناديق الاقتراع بعد الاقتناع بهم, ويصبحوا هم الممثلين الشرعيين داخل قبة البرلمان, وهم أشخاص انتخبوا بإرادة المواطنين, وهم ايضاً بدورهما مخولين في اختيار الرئيس, وسلسلة طويلة وجميعها تصب في خدمة المواطن من قبل المسئول, وهذا في الديمقراطية الجميلة ظاهراً وباطناً, اما تلك التي جاءوا بها الينا لها الف وجه, واقرب الوجوه شبهاً هو وجه الدكتاتورية, جعلوها جميلة من ظاهرها ولكن ما اقبح باطنها, لأنها تعتمد على الحريات السياسية, وليس على الحرية المجتمعية للفرد, والتي تصب لصالح المواطن. الديمقراطية الناقصة تكون اقسى على الشعب من الدكتاتورية, خاصة بعد ان تصبح شماعة, و تحمل الاخطاء والذنوب باسم الدستور والديمقراطية. جاءت الينا كي نكون حقلاً للتجارب في الشرق الاوسط وليس من السهولة ان تلاقي نجاحاً او مقبولية وهي بهذا الشكل القبيح. صدروها الينا بكل سهولة, وبطريقتهم الساذجة, تصوروا اننا شعبٌ جاهل لا يعرف معنى للديمقراطية, رغم ان النظام الاسلامي يتشابه مع النظام الديمقراطي لكنهما لا يلتقيان, لكون النظام الاسلامي محكوم بالشريعة, وليس لدية السلطة المطلقة الموجودة في النظام الغربي في تطبيق الديمقراطية, لهذا يكون من الصعب الاعتماد على الحرية المجتمعية, الا بما لا يعارض اسلامنا او الكتاب, وهنا تكون الحرية الشخصية للفرد هي الاساس في التطبيق الامثل لمعنى الديمقراطية. بدأت الديمقراطية تعطي ثمارها الينا, من مهاترات ومشادات كلامية فارغة باسم الدين والمذهب, وزرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد, وقد اصبح الموت بالجملة ولا نعلم من هو المذنب لان الجميع ينادي بالديمقراطية, وحقهم الذي كفله الدستور رغم ان القتلة اصبح يجلسون على كراسي الحكم والجاه فوق جثث المواطنين والناس الابرياء, والشماعة التي امتلأت بملابسهم الرثة التي تحمل رائحة الموت باسم الديمقراطية . الديمقراطية في كل دول العالم ديمقراطية الا في العراق ديمقراطية مع وقف التنفيذ..!!
|