لا تسحبونا الى الخلف

 

رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة, هكذا يقال لكل الساعين نحو المجد والقمة, في خطواتهم الاولى الى عالم الابداع؛ واليوم نقولها وبكل صراحة الى رئيس البرلمان السيد اسامة النجيفي, وهو يسير على خطى الكبار بعد زيارته الاخيرة الى الجمهورية الاسلامية في ايران.
زيارة جاءت في وقتٍ كان محسوباً ومدروساً بدقة, وهي ناجحة بكل المقاييس لكسر الطوق المربوط برقبة الطائفية المقيتة, وزراعة الامل من جديد.
إن السعي الجاد والحقيقي الى أعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين, بدون تنازلات يعتبر هذا بحد ذاته مكسباً للعراق, وانها الخطوة الصحيحة لبناء علاقة متوازنة بين جارين ازليين على مدى الدهر؛ وهذه الزيارة لها مردود جيد على الشعبين العراقي والايراني, وتعتبر تمهيداً للانفتاح الكامل بين الجارين المسلمين الصديقين.
ذهابه الى الجمهورية الاسلامية في ايران, لما يمثله من مكانه كرئيس للبرلمان والسلطة التشريعية, وكذلك المكانة الحزبية كرئيس اكبر كتلة في الطائفة السنية (متحدون), هو كسر للجمود بين البلدين على كل الاصعدة منها الاقتصادية والامنية؛ وتأثير التداعيات السورية و الاقليمية على العراق, والترحيب الذي حظى به السيد النجيفي في ايران, كان متميزاً من كل الاطراف الرسمية والشعبية, لم يحظـى به اي زعيم شيعي من قبل؛ واشادت القيادات الايرانية بأهمية هذه الزيارة باللقاء الغير مسبوق لأهميتها الشخصية, ومن اجل تقارب الافكار والرؤى بين البلدين, ولفتح صفحة جديدة تخدم الشعبين, واذابة الجمود حول الفكرة (الطائفية) المقيتة التي اصبحت حاجزاً كبيراً, ولبناء علاقة قائمة على اسس حقيقية, وتعاون مؤسساتي يتناسب مع التوجه الجديد للسياسة الايرانية المنفتحة في فترة ولاية روحاني للبلاد. 
اذن الزيارة جاءت موفقة, وخطوة صحيحة نحو (كف الالسن), التي تتكلم بالطائفية, ولتكون اكبر رد على الذين يحملون في أيديهم ابواق النشاز, ونقول الى من يريد ان يشوه تلك الخطوة المباركة للسيد النجيفي, وزيارته الاخيرة الى الجمهورية الاسلامية في ايران, انكم لا تستطيعون ان تسحبونا للخلف, وتعيدونا الى المربع الاول لأننا عرفنا الدرس, واصبح صوت المنادي بالدم واضحاً, وليس له مكان بين رجال العراق الاوفياء.