وثيقة الحجي خضيّر للشرف الوطني |
يحار المرء أحياننا بوصف مشاعره خصوصا حين تكون هذه المشاعر مقرونة بالاحباط واليأس والخذلان , وليس من باب المبالغة إذا قلنا إنّ عامة أبناء الشعب العراقي محبطون وحائرون و يائسون من تجاوز هذه المحنة وهذا الوضع المزري الذي دفع بهذه المجاميع من الذئاب المتوّحشة للتسلط على رقاب الناس . وموضوع وثيقة الحجي خضيّر للشرف الوطني تذّكرني بوثيقة المقبور صدّام للشرف القومي والعديد من وثائق الشرف التي وقّعها المتقاتلون أثناء فترة الاقتتال الشيعي السني في العراق , فالعنوان فقط هو القاسم المشترك لكل هذه الوثائق الخالية من الشرف . فالشريف يندفع تلقائيا للعمل الشريف والمخلص دون الحاجة لاي توقيع أو أي وثيقة , وإذا ما أراد السياسيون اثبات شرفهم واخلاصهم للوطن , فبإمكانهم أن يترجموا هذا الشرف إلى عمل ملموس من خلال مواقعهم التي هم فيها , وليس من خلال الكذب على الشعب بهذه الطريقة المخجلة والمضحكة , فالشرف الحقيقي هو في صيانة المال العام وحفظه وعدم التبذير به وتوظيفه للبناء والإعمار , والشرف في تحقيق المساواة والعدل بين الناس دون التمييز بينهم , والشرف في وضع الرجل المناسب في المنكان المناسب , والشرف في التصدي للفساد والتزوير ومحاربة أعداء الحياة والإنسانية من الإرهابيين والظلاميين , هذه هي المعاني الحقيقية للشرف يا بائعي الشرف الكاذب . وإذا كان الأمن والسلم الاجتماعي هو الهدف , فهذا الهدف لن يتحقق من خلال هذه القوى السياسية المتصارعة والمتناحرة , وهذه العملية السياسية القائمة على اساس المحاصصات الطائفية والقومية , وهذا الدستور الكسيح المليئ بالألغام , وهذه القطعان من الذئاب المتوّحشة التي رفعت راية الدين واختبأت وراء الشعارات الطائفية , فوثيقة الحجي خضيّر للشرف الوطني لن تكون أكثر حضوة من وثيقة صدّام للشرف القومي , فكلاهما بلا شرف , فالذئاب لا عهد لها ولا شرف . فأي شرف هذا الذي تضحكون به على الشعب العراقي , هل هو شرف الرواتب والامتيازات الخيالية ؟ أم شرف سرقة المال العام والعقود والصفقات المشبوهة ؟ أم شرف تبذير أموال الشعب العراقي ؟ أم شرف الشهادات المزوّرة التي جئتم بها من طهران ؟ والله الذي لا إله إلا هو الشعب الذي يصدّقكم هو شعب عديم الشرف , ووثيقتكم التي وقعتموها بحاجة إلى توقيع حسنة ملص عميدة الشرف الوطني والقومي . |