منذ أن بانت المعضلات العراقية وتراكمت حتى أصبحت جبلا , قال القائلون من (النخبة السياسية) الكثير من شعارات الأمانة والحرص على العراق, بعد إدراك مايقاد اليه من فرقة وتشرذم , تضعان أمن البلاد على كف عفريت , نتيجة للسياسات الإقصائية والتهميشية التي مارستها الكتل النافذة , بحق شرائح محددة من الشعب العرقي , وقصر نظر قيادات تلك الشرائح , غالت مرة و ضعفت مرات أمام السلطة والمال , وقد انتظرت طويىلا ضمها الى مايسمى ب(العملية السياسية ) فضمت! , وكان أن امتدت أيادي البعض من (قادتها) الى دول خارجية , لاتهمها مصلحة العراق والعراقيين بقدر اهتمامها بمصالحها , وطمئنت الدول الراعية لنشاطات اقلاق العراق . ومنع وصول شعبه الى حياة مكتفية هانئة , ربما يكون ذلك ثأرا لهم مما يسمونه (أعمال عداء نظام الرئيس الأسبق صدام حسين لهم ) ..
أما الحقيقة المرّة التي على العراقيين ادراكها.. ان هذه الدول والدويلات ايرانية كانت ام تركية ام سعودية أم (قطيرية) تشد بعضها عوامل الشعور بالدونية من العراق وأخرى تنظر الى العراق ك(حديقة خلفية ) !, وتستحضر ايضا الكثير من العوامل المهيجة للعداء , ولكل من هذه الدول المجاورة برامج للتدخل بالشأن العراقي, تنهض بها أجهزة مخابراتها , عبر احتضان هذا او ذاك من السياسيين العراقيين المستجدين , والباحثين عن دور لهم , لم يسعون اليه بدوافع وطنيتهم المجردة عن الأهواء الشخصية والخارجية , رغم عدم نفينا مايعبرعن رغباتهم في خدمة الشعب العراقي .. ولكن تجربتنا مع هؤلاء السادة لايمنحنا الأمل بأي تطور او تغيير ! وهذا مادلل عليه مضي أكثر من عشر سنوات من دون التوصل لحلول للمشكلات ,التي أثارت وتثير في الشعب العراقي مشاعر اليأس من هؤلاء السياسيين , الذين استمرأوا الصراعات فيما بينهم كما تعودوا على النفوذ والوجاهة, وتكرار تصريحاتهم وصورهم عبر وسائل الإعلام من دون التفكير بالأوليات الوطنية المتمثلة بالأمن وعدم الإستجابة للضغوط الخارجية النائية عن اية مصلحة للعراق في مخططاتها .. وعندما نقول ذلك لانستثي دولة من الدول المجاورة , كلها تريد لها موطأ قدم في العراق ,مستغلة فوضاه التي خلقتها سياسات غبية غير مدركة لمتطلبات العصر وتفكر بعقلية بائدة لاتتناسب مع تطور الوعي الإجتماعي في بلد مثل العراق ! وقد استهدفت حكم هذه البلاد باساليب (المناورة والتسويف والمماطلة ) وهو اسلوب عمل التجمعات السياسية السرية , التي لاتستقيم مع اهداف بناء دولة تعيش الألفية الثالثة ! في ظل سلطة تكنولو جيا الإعلام المعاصر !
ساذج ..
من يظن ان (مؤتمر السلم الإجتماعي) قد جاء من نوايا حسنة صادقة شفافة , جعلت مرتكبوا الجرائم الكبرى بحق الشعب العراقي , المتمثلة بالفرقة وتشظي المواقف وإقصاء الآخر, وخداع الجماهير بشعارات ترفع في الساحات والشوارع والتجمعات , في وقت يتم تجاهلها واللعب على سذاجة الغالبية العظمى من الشعب العراقي , وكأن هؤلاء السادة المنتشل كثير منهم من السواقي الصغيرة وقاع المجتمع في العمل الإنساني, فيما ارتفعت نغمة (المظلومية الشيعية والكردية وغيرها كمظلوميات متناسلة لتطغي على ميزان العدالة والحق) , وكأن على العراقيين واجب خلق وتأليه رموز فرضوا بقوة الإجراءات المتخذه , في غرف موصدة بعيدة عن رأي الناس ! وقد أصبح هؤلاء بالإحتيال او القوة على الأرض , هم من يقرر مصالح البلاد ويبت في أخطر القرارات بشأن مصيرالشعب !
..والمتصفح لحقائق الأمور .يسأل
الذين رأيناهم في القاعة الفخمة , وهالة (البروتوكول) المحاطة بهم , ودعوة عناصر من الضروري دعوتهم او من غير الضروري ذلك , هل يمكن ان يكونوا صادقين في دعاواهم ؟ لقد أفقنا وكأن ولادة العراق قد أعلنت هذا اليوم , وسلسلة الخطابات التوجيهية للشعب العراقي , التي طالما سمعنا أمثالها .. وكأن الشعب العراقي , هو القائم بالإرتكابات التي ترقى الى مستوى (الجرائم) , وليست هي الطبقة السياسية الذاهبة بعيدا عن أهداف الشعب ومطامحه في حياة آمنه مستقرة !
ونسأل ايضا ...
لماذا لم يتداعى المجتمعون الى عقد مثل هذا الإجتماع قبل الآن ؟ لحقن دماء العراقيين الأبرياء وجعل الدولة تسير على سكة السلامة ؟ وتأمين العراق ضد حالات التشظي الخطيرة في بنيانه الإجتماعي ؟ ولماذا لم يحضر (علاوي) باعتباره رأس قائمة لها وزنها فيما يجر من أحداث ؟ هل لأنه محتج ام بسبب عدم ثقته ؟ اليس عليه ايضاح اعتراضاته امام الراي العام ؟ أم أ نها لعبة ( الختيلة) التي سأم منها العراقيون ؟ كل تلك الأسئلة وغيرها كثير على (علاوي) وغيره مصارحة الشعب العراقي بها وعنها !
ثم..
ماهو الفرق بين هذا الإجتماع و(وثيقة السلم الإجتماعي) وعشرات الإجتماعات , التي عقدت بين السياسيين طيلة السنوات العشر الماضية من دون نتيجة تذكر ؟ ..
ايها السادة .يعزّعليّ ان أقول .. اني غير واثق من ان هذا الإجتماع وهذه الوثيقة , سوف تقود الى تحقيق هدف (السلم الإجتماعي ) ..انطلاقا من التجربة , والتجربة خير برهان , ولا يلومنّي أحدا حين أسركم , انني وجدت غياب الشفافية في هذا اللقاء غيابا واضحا .. السحن لاتنم عن قلوب متآلفة مبتهجة ..ونحن ندرك مامعنى كلام يخرج من طرف اللسان ,ومعنى كلام مصدره الضميىر وأعماق النفس البشرية ..وقد تعلم العراقيون ان لايثقوا الا بالأفعال والأعمال , وبيننا وبين الأفعال والأعمال مسافة تبدو طويلة ..لنعرف في النتيجة هل نضم هذا الإجتماع الى قائمة الإجتماعات الماضية ؟ ام ان هؤلاء (الفرسان التقليديون) , سيأتون بنصر الشعب العراقي على أعداء وحدته ونضاله وكفايته وبطالة وفقر وعري 25% منه !
تذكروا ايها السادة والسيدات ..ان لا استقامة ولاحياة ولاشفافية اونقاء , ولاخبزة كريمة , ولا أمن ..الا برحيل هذه الشلّة التي استمرأت السلطة والنفوذ , وقد ابتعدت عن أوامر الله ونواهيه ..والخطر كل الخطر, ان يفرخ هؤلاء جيلا آخرا , يتربى على ذات القيم الفاسدة , التي درج على ممارستها مثل هؤلاء الساسة المدانين من قبل الشعب العراقي ومرجعياته الفكرية والدينية ..
ادعو الله ان يكلل كل سعي مخلص لإنقاذ العراق , من خطورة أيامه القادمة ! , ويجنب العراقيين الأبرياء والانسانية , شرور من تغلبت نوازع الشر في وجدانهم ,ففاقت نوازع الخير والرحمة بالعراق وأهله !