عبد الكريم قاسم وسلام عادل ليسوا شهداء

 

لا ادري كيف يفكر الاخوة الذين كتبوا حول موضوع رفع صفة الشهيد من مقام المرحوم عبد الكريم قاسم فتهجموا وانتقدوا وسبوا احيانا بينما الموضوع كله لا يستحق الكتابة ابدا لعدة اسباب منها :
الانسان هو من يحدد اللقب الذي يستحقه ولا احد في هذا الكون يمكنه ان يسحب لقبا او يمنحه لشخص حسب هواه ومزاجه فكم قال البعث ان عبد الكريم قاسم خائن ؟ فهل صدقهم احد غير البعثيين و الخونة و الموتورين ؟ وماذا كان راي الشعب العراقي بقاسم ؟ انه الزعيم الوطني الذي استشهد على يد البعث .
فهل ان مؤسسة الشهداء هي اول من اطلق صفة الشهيد على عبد الكريم قاسم حتى يثير قرارها بسحبه كل هذه الضجة ؟ الم يكن عبد الكريم قاسم في قلوب العراقيين هو مثال ونموذج للمسؤول الشريف الوطني المتواضع المحب لوطنه منذ استشهاده على يد البعث اللئيم والى يومنا هذا ؟ فما يضر محبيه لو قالت مؤسسة الشهداء بانه ليس بشهيد ؟ وهل ستمحى هذه الشهادة من قلوب وعقول العراقيين ؟ بكل تاكيد لا و السبب ان هناك من يشير الى تواضع واخلاص ووطنية عبد الكريم قاسم وهو حتى لم يكن مولودا في زمانه بل لكثرة ما سمع عنه وقرأ وبالتالي فان قرار كهذا سواء صدر عن مؤسسة الشهداء او مجلس شورى الدولة فهو لا يساوي ثمن الورقة التي كتب عليها .
كما قرار رئيس الوزراء برفض رفع صفة الشهادة لن يغير من الواقع شيئا فلا المالكي هو من اعتبر عبد الكريم قاسم شهيدا ولا هو يستطيع ان يقول عنه اي شيء اخر لان كل صفات عبد الكريم منحها هو عبد الكريم لنفسه من خلال تصرفاته ومنحه اياها الشعب العراقي وليس المسؤولين مهما بلغت مسؤوليتهم وبالتالي فقرار المالكي ومؤسساته لا تغير من الواقع شيئا سواء اكانت لصالح الشهيد عبد الكريم او في غير صالحه .
و لنفرض ان مجلس شورى الدولة او مؤسسة الشهداء قد قرروا بعدم اعتبار عبد الكريم قاسم شهيدا فماذا سيحدث ؟ سيقررون قطع راتبه التقاعدي ؟ ثم ماذا وهل تعتقدون ايها الاخوة بان هذا الراتب هو هم ورثة الشهيد عبد الكريم الاحتفاظ به ويخشون من انقطاعه عنهم ؟
ان اصرار البعض على مهاجمة قرار مؤسسة الشهداء يسيء الى منزلة ومكانة الشهيد عبد الكريم قاسم ولذلك يجب تجاهل ذلك لان الموضوع برمته دعاية انتخابية قام بها رئيس الوزراء المالكي من اجل كسب ود واصوات محبي الشهيد قاسم حيث سيقولون انظروا كيف دافع المالكي عن عبد الكريم قاسم ضد قرار مؤسسة من مؤسساته وهي مؤسسة الشهيد ؟ وان المالكي والله خوش ادمي شوف شلون دافع عن الزعيم ؟
ترى هل ستقوم مؤسسة الشهداء غدا باعتبار سلام عادل متوفي وليس شهيدا كما اعتبرته ووضعت صورته في الاجندة السنوية لمؤسسة الشهداء ؟؟ ومن ثم يقوم المالكي بنقض القرار لكي يكسب ود الشيوعيين ؟؟؟
حقا انه من الغريب ان تنطلي الاعيب المالكي وفريقه على الكثيرين بحيث يقوم بعضهم بشتم مؤسسة المالكي ومدح المالكي في وقت فقد المالكي ثقة اعضاء ومؤيدي حزبه بالاساس ويحتاج الى اخرين وهذه العملية تشبه تماما موضوع تقريب البعثيين وتعيينهم لكي يكسب ودهم ( ولو انه لا مجال لمقارنة محبي الزعيم بالبعثيين على الاطلاق لان البعثيين يجل الحيوان ان يتصف بصفاتهم فكيف الانسان ولكن هنا مجرد للمقارنة بالفعل ) او كما يتقرب بين فترة واخرى لاهل السنة لكسب ودهم بعد ان خسر مؤيديه من الحزب.
كما وهنا لا اود المقارنة لانه لا مجال ولكن محاولة استغباء الجماهير مرفوضة ولذلك اذكر بما كان يقوم به الطاغية صدام حسين من مطالبة الحماية باهانة او ضرب احد ضيوفه ومن ثم يقوم هو بتوبيخهم ارضاءا لهذا الضيف او الرفيق حتى تصل الراسلة بان العصا موجودة ويقول له بانه انتقم له لانه لم يكن يدري ، كما انها نفس الحالة التي عشناها في السجون ويعيها جيدا من سجن في زمن البعث المجرم حيث كان الجلاوزة و الجلادين يعذبون السجين وبعد انهاكه ياتي احد المحققين ليصرخ فيهم ويشتمهم ويقوللهم لماذا فعلتم به هكذا ومن قال لكم و و و في محاولة لكسب ود السجين ومن ثم اخذ الاعتراف منه اذا امكن ولكنه ان فشل امام صمود السجين فسيتحول مباشرة الى وحش يعذبه هو بنفسه او يطلب منهم تعذيبه اكثر ونحن هنا نرى مؤسسة تابعة الى رئيس الوزراء تسحب لقبا وصفة عن شخصية ليست فقط معروفة بل حكمت العراق واستشهدت على يد ارذل خلق الله وكأن المشاكل الخاصة بعوائل الشهداء كلها قد انتهت ولم تبق الا قضية واحدة وهي هل ان الزعيم عبد الكريم قاسم يعتبر شهيد ام لا ؟ كما وان مجلس شورى الدولة قد حل كل المشاكل الرهيبة المتعلقة بالدولة ولم تبق الا قضية واحدة وهي قضية الزعيم عبد الكريم قاسم وبالتالي يجب البت فيها ليكون العراق قد تعافى من اخر مشكلة كان يعاني منها ؟ كما وان قرار المالكي بنقض القرار ورفضه يظهر ان مجلس شورى الدولة ومؤسسة الشهداء هم اغبياء وتافهين وليس لديهم المام بتاريخ العراق السياسي بحيث لا يعلمون بان الزعيم عبد الكريم قاسم استشهد على يد البعثيين المارقين الخونة فياتي المالكي ليقول لهم ذلك .
ان هذه المسرحية ليست الا محاولة لكسب ود واصوات وتاييد محبي الشهيد عبد الكريم قاسم في وقت يرى فيه رئيس الوزراء انه يخسر حتى اصوات اعضاء حزبه وبالتالي هي مغازلة لمحبي الشهيد قاسم و الذين يعرف جيدا رئيس الوزراء انهم بالملايين خصوصا لمن عاشوا فترته وعاصروها وقد روؤا بام عينهم كيف انه لم يخصص لنفسه 600 متر في احسن مناطق بغداد وعلى نهر دجلة ولم يعين اقرباءه ولم ياخذ عمولات من شركات النفط بل قال للحكومة التي كان يراسها تعالوا نوقع على قرار اعدامنا بمواجهة شركات النفط ، كما وانه لم يتملك شققا ولا بيوتا ولا قصورا لا في عمان ولا الامارات ولا عند ابوناجي وان ولائمه وموائد الاكل عند الشهيد قاسم لم تكن تتجاوز ثلاث اطباق السفرطاس او نفر الكباب ولان البعث يعلم جيدا كم احب العراقيون عبد الكريم فانهم قد صوروا وقتها فيلما وعرضوه في محاولة لتشويه صورته وسموه (هكذا عاش الزعيم ) ولم تظهر الصور الا سرير حديد ( قريولة ) ومكتب صغير بل صوروا حتى المرحاض وفيه ابريق ولا ادري لماذا صوروا المرحاض فاين للانسان ان يقضي حاجته ؟ اليس في المرحاض ؟ ثم اليس انه في كل بيت هناك مرحاض ؟ فهو لم يكن مرصعا بالذهب و الالماس بل عادي جدا فماذا ارادوا من ذلك ولكنه الحقد والكراهية لانهم كانوا يعلمون بان الزعيم سكن قلوب العراقيين وهم منبوذون ، بل ان العراقيين حاليا يقارنون بين المسؤولين الحاليين وبين المعيشة البسيطة للشهيد قاسم رغم ان كل مقدرات الدولة كانت تحت سيطرته الا انه رفض ان يمد يده ويختلس بل رحل ولم يكن يملك بيتا .
انه لمن المؤسف ان يصل الدجل السياسي و الاستخفاف بالشعب وتاريخه الى هذا الحد وبهذه الصورة السخيفة ومن اعلى المسؤولين بالدولة ، مرة يشترى الولاء بتوزيع الاموال و المسدسات على شيوخ العشائر ومرة بتسكين الناس في مناطق التجاوز ومرة بالية لاعطاء المتزوجين عدة ملايين من الدنانير ومرة باعتبار الشهيد ليس شهيدا ومن ثم رد الاعتبار له حتى يكسب الاصوات وهذه هي اسخف محاولة لشراء الاصوات بالاساءة الى اشرف زعيم حكم العراق .
لذا كنت اتمنى من محبي وانصار الزعيم ان لا يقعوا في هذا الفخ الذي اثار ضجة مفتعلة لياتي القرار ثانية بمكرمة من المالكي باعتبار الزعيم عبد الكريم قاسم شهيدا ( وان الويلاد في مؤسسة الشهداء لم يعرفوا الزعيم جيدا ) .