ويستمر مسلسل سفك الدم الحرام، بعيد ساعات من عرض السياسيين لمسرحية ميثاق الشرف المعجون بالكذب والغش والخداع والتزوير. بؤساء، يظنون ان العراقيين مغلفين او مخدوعين. يشغلون انفسهم بمواثيق شرف فيها كل شيء الا الشرف، ويتركون الإرهابيين يعبثون بالأرض والعرض والروح والدم، فإلى متى؟. ان سبب لا ابالية الساسة ازاء الدم المسفوح ظلما وعدوانا، هو: اولا: المقتول والجريح ليس له أية صلة بهم لا بالدم ولا بالنسب، نعم له صلة بالوطن، ولكن الوطن غائب في حساباتهم، ولذلك لا يشعرون بهذه الصلة حتى لحظة واحدة. دموعهم تذكرني بدموع الطغاة في آخر لحظات حياتهم؟ اتذكرون دموع الطاغية الذليل صدام حسين كلما تذكر الشهداء، على حد قوله؟. لا فرق بين الدمعتين باستثناء الهوية، اما الهدف فواحد، هو خداع الناس (وما يخدعون الا انفسهم) كما ان النوع واحد، انها دموع التماسيح. ثانيا: انهم محميون في المنطقة الخضراء، فلو كانوا يعيشون مع العراقيين الطيبين في المنطقة الحمراء، واقصد بها العراق ناقصا منها المنطقة الخضراء، لتحركوا بشكل جدي لوقف نزيف الدم. اما عوائلهم فكلهم في عواصم الغرب او في بعض العواصم الاقليمية، ولو كانوا معهم في العراق لما بدت منهم كل هذه اللاابالية ازاء جرائم الإرهابيين. اقتراحي هو: ان ينتقل القادة والساسة من المنطقة الخضراء ويسكنوا في المنطقة الحمراء، وتسكن أسر ضحايا العنف والإرهاب في المنطقة الخضراء، شريطة ان تبقى الحمايات والإجراءات الأمنية فيها كما هي، فدم العراقيين هو الاخر احمر، فلماذا تحمى دماء المسؤولين ولا تحمى دماءهم من العبث؟. وان يخير المسؤولون بين ان يجلبوا عوائلهم من الخارج ليسكنوا معهم في العراق وفي المنطقة الحمراء تحديدا، او ان يلتحقوا بهم حيث هم، فمن كانت عائلته في كندا فليعد اليها، ومن كانت في لندن فليعد اليها. لقد أتخم العراقيون بالشعارات والعبارات البراقة، ومواعظ الشفافية والخطابات اللئيمة. أيها العراقيون انفضوا عن أنفسكم ثوب الذل والمهانة، انهم يكذبون عليكم، انهم يخدعونكم، لا تصدقونهم، فلقد سقطت ورقة التوت عنهم، بعد ان فضحتهم دماءكم، فلا غيرة ولا وطنية ولا شرف ولا هم يحزنون. قد ترونهم جميعا امام عدسات الكاميرا، ولكن: ترونهم جميعا وقلوبهم شتى. الا لعنة الله على الظالمين. والعاقبة للمتقين. كفى متاجرة بالمذهب أيها اللصوص المخادعون. تبت يدا الارهاب والدجل المعجون بالدين والمذهب. والرحمة والغفران للشهداء الأبرار. والصحة والعافية للجرحى والمعاقين. والصبر والسلوان والآجر الجزيل لذويهم. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
|