بعد انتفاضة الشعبانية وتحديدا عام 1994م .. اشتغلت سائق تكسي لفترة بعد عودتي من خارج العراق ... هذا ليس مهما ، ولكن أتذكر اتفق معي رجل خمسيني العمر أن أدور معه على منظمات حزب البعث في البصرة ثم نعود إلى مقر الفرع في التميمية .. كان معه ولده عمره 24 سنة تقريبا ، حين نصل إلى مقر معين من الحزب آنذاك ينزل الوالد وبيده معاملة ، يبقى فترة لا تتجاوز نصف ساعة ثم يعود للسيارة نستأنف المسير وهكذا.. فجاء دور منظمة الموفقية وكان وقت الغروب وشيكا ، والرفاق يجلسون على كراسي خارج المنظمة .. استقبلوه بالقبل والأحضان ثم دخلوا معه داخل مقرهم .. سالت الولد الذي يبقى جالسا معي في السيارة ، عن موضوع المعاملة ولماذا عدد 4 أربعة مقرات حزبية ثم نرجع لمقر الفرع .. قال: هناك دورة ضباط في كلية الشرطة في بغداد بعد شهرين ، وجاءت التعليمات للمنظمات بترشيح أبناء الرفاق لتلك الدورة على ان تزكيه اربع منظمات حزبية ثم تودع المعاملة في قيادة الفرع .. وانتهى الموضوع بيننا... بعد شهرين ومن الصدف الغريبة سمعت أعلانا من مذياع راديو بغداد يقول فيه .. تعلن كلية الشرطة عن فتح دورة لضباط الشرطة خريجي ال............... الخ ، أن يكون المتقدم كذا وكذا ومن أبوين عراقيين بالولادة ... ضحكت في سري وقلت مساكين أولاد الخايبة راح يقدمون والقضية منتهية منذ شهرين ... واليوم كلما أرى إعلانا للتعيين أتذكر أولئك الذين قدموا فايلات وأودعت في سلة المهملات ..
|