البحث عن الشرف!

 

ميثاق الشرف في أبسط تعريفاته، مجموعة من المبادئ التي تحكم مجتمعاً معيناً بالاستناد إلى ما يميزه من منظومة أفكار ووجهات نظر. واستخدامه يعتمد على الاعتقاد بأن الناس/ السياسيين يمكن الوثوق بهم للتصرف في إدارة مؤسسات الدولة بشرف. ومَن يخالف هذا العهد قد يتعرض إلى عقوبات متعددة بما في ذلك التعرض الى الطرد من المؤسسة التي ينتمون إليها. لقد وضعت الأكاديميات بعض العينات شعارًا، لميثاق شرف المهنة الذي تتبناه في عملها:

على شرفي كطالب، لا أعطي ولم آخذ مساعدة في هذه المهمة/الاختبار. (جامعة فيرجينيا).

 أتعهد: لا مساعدة، لا انتهاكات. (جامعة ويسلييان).

لن نكذب أو نسرق ولن نتحمل ما يفعلون ذلك بيننا. (أكاديمية الدفاع الجوي الأمريكية). 

فانظروا أيّة صفة يحمل مَن وقع ميثاقنا الشرفي وتبجحَ بخطبه البلاغية.

عشرة أعوام من المماطلات والممحاكات والمناكفات والاجتثاثات والاغتيالات، والمؤتمرات والفضائيات الحزبية النابحة، وما شئت من مصطلحات الإسهال اللغوي المزمن، أفزرت وجوهًا أقل ما يُقال إنهم: مجربو سياسة في بلد مفتوح على كلّ الاحتمالات والنوايا، ولا يحملون أدنى تصوّر عن شكل الدولة وهُويتها، وفلسفتها الإقتصادية. الأداء المترهل في الوزارات، شاهد حيّ على حجم المهزلة التي وصلنا إليها في حكومة ولدت بولادة قيصرية شارفت على دخولها في الإكسباير، ومن المفترض أن يبدأ الشعب البحث عن شرف بمقاسات جديدة عبر مرشحين جُدد.

الحديث عن الشرف وأصحابه، يفضي بنا إلى أسئلة كثيرة: أيعقل أنّ بلدًا كالعراق بهذه الامكانات لا يوجد فيه: لا كهرباء ولا ماء صالح للشرب، ولا حكومة كاملة، ولا أطروحة فكرية قابلة للنقاش، ثم يُكتشف بعد كلّ هذا أنه خالٍ من الشرف ليعترف له مَن اجتمع بإجازة ممارسة الشرف الوطني؟ وما هي حدود الشرف التي يعرفها مَن اجتمع آنذاك؟

سأنقل في هذا السياق قصة بإسناد صحيح ومتواتر عن الصديق الشاعر علاوي كشيش، تفاصيلها: 

انّ أحد العشائر العراقية اقترحت توقيع معاهدة شرف بين أبنائها. وبالفعل بدأ الناس بالاجتماع والتوقيع. عندما وصل الدور لأحد وجوه العشيرة يومئذ، مزّق الورقة التي كُتب عليها بنود المعاهدة. قائلًا: الشرف والأخوة والموقف والرجولة (ما لا يجوز التوقيع عليها بالورق)! لا أعرف ما هو رأي السيد إبراهيم الجعفري والسيد خضير الخزاعي والغائب برلمانيًا، الحاضر دولارياً: إياد علاوي، وصاحب نظرية: الديكتاتورية الجديدة: صالح المطلك بهذا الكلام؟!.

فاقد الشرف لا يعطيه.