القيمة المجهولة والوجود العقيم!!

 

 

 

 

 

 

هل تعرف بلادنا , وندرك قيمتها؟
الإنسان في المجتمع العربي , ربما يعيش في غيبوبة عن قيمة بلاده ودورها الحضاري والإنساني , ويسود في وعيه الإحساس بالهزيمة والإنكسار والدونية.
 وهذه الطاقات السلبية تحركه وفقا لمنطلقاتها , وما يتصل بها من مفردات وعبارات , وسلوكيات ورؤى وتصورات.
فلا يعرف الإنسان في بلادنا شيئا كافيا عن مدينته وقريته ووطنه . 
فالتجهيل بالوطن سلوك متعارف عليه في جميع البلدان العربية.
وترى الأجنبي يعرف عنا , وعن بلداننا ومدننا أكثر منا.
فالذي إكتشف آثارنا هم الأجانب , ولم نكتشفها نحن , 
بل لجهلنا المروع دمرنا الكثير منها , وأصبحنا نتاجر بها , ولا نهتم بمعانيها ودلالاتها الحضارية وقيمتها الإقتصادية.
هذا السلوك المنحرف من جانبنا , أسهم في سقوط الأجيال في متاهات ضبابية وسرابية , مما حولها إلى طاقات سلبية وقاهرة لإرادة التقدم والرقاء , وجسد روح الإنتقامية والعدوانية , ضد البلاد وما يتصل بها ويرمز إليها.
وبسبب ذلك فأن الوطنية ضعيفة , والوطن حالة مرفوضة , أو بلا قيمة , 
لأنه لم يتأكد في الأعماق كحالة ضرورية لصناعة الحاضر والمستقبل , 
وتم تقليل قيمة الوطن ودوره من خلال ربطه بالفردية والتحزبية والفئوية , 
فصار الوطن فردا أو حزبا أو ما هو أصغر منهما, 
وبهذا قد يموت الوطن بموت الفرد الذي إستحوذ عليه , أو شخصنه في ذاته وحزبه وفئته.
إن السلوك الحضاري المعاصر , يتطلب منا إشاعة ثقافة المحيط والواقع , 
بمعنى أن نعزز ثقافة المدينة والقرية والمحلة , 
ونوجه الأنظار إلى السلوك الجماعي اللازم لصناعة شخصية المكان الذي نعيش فيه , 
لأن ذلك إسهام بتقدير القيم الوطنية , والمنطلقات الحضارية اللازمة , لصناعة المستقبل الوطني والإنساني السعيد.