اين ميثاق الشرف يا اصحاب الشرف ؟؟

 

لم يجف بعد حبر تواقيعهم على ميثاق الشرف , في مؤتمرهم ( وثيقة الشرف للسلم الاجتماعي ) , الذي كثر الحديث الاعلامي عنه , بان اصحاب الدعوة الى المؤتمر , سيعاهدون الشعب والوطن , في طي صفحة الماضي المظلم والبغيض , والبدأ بمرحلة جديدة من الامن والاستقرار , ولم تمضي 48 ساعة على انفضاض مؤتمرهم , حتى بدأ الارهاب الطائفي الدموي , يحصد المواطنين الابرياء فقد سقط 340 بين قتيل وجريح , وماكنة الموت بدأت تعمل باقصى طاقتها العالية , كأن ميثاق الشرف لم يكن اصلا , اورمي في حاويات الازبال , حيث بدأت برك الدماء , تنزف وتسيل في الشوارع والاماكن المزدحمة , كأن الدم العراقي صار رخيص بدون ثمن , اي انه مستباح اكثر من اي وقت مضى , والعراق ينحدر الى المجهول . في ظل السياسة الطائشة والرعناء والعرجاء , من الاطراف السياسية , التي بيدها الحل والربط , والتي تملك القرار السياسي , او كأنهم لم يعاهدوا الشعب امام وسائل الاعلام , بانهم اتفقوا بشكل صريح على حرمة الدم العراقي , وحدة العراق , وسحب مليشياتهم المسلحة من الشوارع , وعودة الثقة والنية الصافية مع الشعب باحسن اشكالها , كأن عملهم واتفاقهم ووعودهم من اجل الكلام فقط , او بالونات اعلامية دون رصيد , سرعان ما ضاعت باطفاء الاضواء وانوار قاعة اجتماعهم , او في اللحظة التي انتهى بها مؤتمر للسلم الاجتماعي , بين المبارزين والمتحاربين والمتصارعين , على المال والسلطة , عاد الكل مصر على مواقفه . . لو كان يحدوهم الصدق والنية الصافية والمسئولية , بتغيير نهجهم السياسي , في صالح احترام الشعب وحفظ الوطن من الضياع , ان يناقشوا بروح الحرص , تجربتهم خلال عقد من الزمان , وتشخيص الاخطاء والنواقص والثغرات والهفوات , التي ظلمت الشعب والوطن , حتى يتلمسوا الطريق الصحيح , ان يناقشواالعلة الحقيقية , التي ادت الى نشؤ الازمات والمشاكل التي اوصلتهم الى طريق مسدود , وادت الى الاخفاق الامني الكامل , وتراجع العملية السياسية عن المسار السليم , . واذا كان هدفهم ارضى ضميرهم وتبرءة ذمتهم , ان يتخلوا عن نهج الطائفية , وعقلية الاستحواذ على كل شيئ , السلطة والمال , ان ينزعوا سلاح مليشياتهم الطائفية المسلحة وسحبها من الشوارع , وانزال اقصى العقوبات الرادعة , لكل من يمارس التطهير الطائفي والعرقي , بتهجير العوائل من مناطق سكناهم , تحت طائلة التهديد بالذبح , ان يعالجوا ضعف الاجهزة الامنية , واختيار القيادات وفق المعايير الوطنية ,, ان يكفوا عن نهب اموال الشعب , ويحاربوا الفساد والمفسدين , الذين اوصلوا الشعب الى الحرمان والفقر ونسبة 25% من السكان يعيش تحت خط الفقر , اضافة الى ان العراق صار في مقدمة البلدان المعمورة متهم بالفساد . اذا كانوا حقا يبحثون عن رفع الظلم عن شرائح واسعة من الشعب , عليهم الاهتمام بقضايا الشعب , توفير الحاجيات الاساسية والضرورية , من اجل تحقيق الحياة الحرة والكريمة , ان يعيدوا العوائل التي هجرت مناطق سكناها بقوة السلاح والاكراه والاغتصاب , بسبب التطهير العرقي والطائفي , وتأمين الامن والامان لهم , ومحاسبة المخالفين بالعقوبات الصارمة والحازمة والفورية , ان يوفروا الكهرباء والخدمات , واستغلال موارد النفط , لتحسين الظروف المعيشية لمواطنين ورفع ضائقة الفقر عن كاهل الملايين من الشعب , وتشير الاحصاءيات بان هناك اكثر من ستة ملايين مواطن مظلوم ومحروم , ان يتجهوا الى خيمة الوطن , عند ذلك نقول فعلا وقعوا على ميثاق الشرف وكانوا صادقين بنية صافية , لخلق مرحلة جديدة في حياة العراقيين , اما غير ذلك , فان ميثاقهم الشرف , هو ذر الرماد في العيون , وخداع الشعب والضحك عليه , ففي هذه الحالة عليهم ان يرموا ميثاقهم اللاشرف , في سلة المهملات , او في المرافق الصحية . والعراق يستمر يدفع ضريبة الدم , والوطن يسير الى المجهول , حتى يفيق الشعب من غفوته , ويطلق سراح المارد الجبار , الذي يفور بالغليان الشعبي الساخط في داخل الصدور , ليعيد الحق الى نصابه.