"موت " خرماتو

 

قضاء طوزخرماتو، شهد مؤخراً سلسلة انفجارات بسيارات مفخخة ، وشكلت لأجله لجنة حكومية بوصفه منطقة منكوبة ، لمنح سكانه تعويضات مالية لقاء الأضرار التي أُلحقت بمنازلهم ، وممتلكاتهم ، ومع ما اعلن بخصوص اتخاذ تدابير وإجراءات أمنية، تواصلت الهجمات وبشكل شبه يومي ، فاستحق القضاء تسمية "موت خرماتو" فحل "مثلث برمودا" في الخريطة العراقية ، وسط غياب اعتماد خطة جديدة قادرة على إيقاف مخطط التدمير الشامل للقضاء، وإجبار أهاليه على البحث عن مناطق آمنة.
في حديث لإذاعة محلية قال اكاديمي ان جهة سياسية لم يسمها ، سلمت النائب عن ائتلاف دولة القانون ياسين مجيد قبل مدة معلومات عن تفاصيل مخطط استهداف القضاء وإفراغه من سكانه ، ليسلمها النائب بدوره الى رئيس الحكومة ليتخذ القرارات المناسبة لإحباط المخطط ، ومن يقف وراء تنفيذه ، وابدى الاكاديمي أسفه الشديد لتجاهل أصحاب القرار التعاطي مع تلك المعلومات ، مقابل ذلك أعلن سياسي تركماني بان الأحداث الأخيرة التي شهدها القضاء ، أجبرت مئات الأسر على ترك منازلها والتوجه الى بغداد ومحافظتي النجف وكربلاء ، لإدراكها بان الأجهزة الأمنية عاجزة عن أداء واجباتها في توفير الحماية لسكنة القضاء ، ولعل اغرب ما ذكره السياسي الذي كان عضواً في مجلس النواب بدورته السابقة ، ان سائق السيارة المفخخة التي انفجرت في القضاء الاربعاء الماضي ، مر عبر السيطرة المتمركزة في مدخل طوزخرماتو ، وادى التحية لعناصرها وقابلوه بأحسن منها بعد ان ذكر لهم ، بانه متوجه الى بيت فلان من دون تفتيش سيارته الملغمة صديقة أجهزة الكشف عن المتفجرات ، وبعد نصف ساعة حدث الانفجار ، وأضيفت لقائمة ضحايا الإرهاب أسماء جديدة . 
مهزلة إدارة الملف الأمني بحسب المعنيين بهذا الشأن من خبراء و ضباط سابقين ، أصبحت عصيّة على الحل ، لأسباب تتعلق بثقة صاحب القرار بمسؤولين أمنيين ، دخلوا الى المؤسسة الأمنية من الباب الخلفي ، فنالوا ثقته، لانهم بددوا مخاوفه وهواجسه من تنفيذ انقلاب عسكري ، بتعهدهم بالوقوف الى جانبه، لإحباط المؤامرات الداخلية والخارجية الساعية ، لإلحاقه بمنتدى المخلوعين والمعزولين .
"موت خرماتو" عنوان مرشح ليطال مدناً ومناطق عراقية أخرى ، بوجود هاجس الخوف من الانقلاب العسكري ، فتركز الجهد الأمني في أماكن منتخبة ، على وفق نظرية سابقة ، تعتمد نشر عشرات الدبابات والمدرعات حول مبنى الإذاعة ومرسلات البث في منطقة أبو غريب ، في وقت شهد العراق افتتاح مئات الإذاعات والفضائيات ، واستعداد قواعد شعبية تابعة لأحزاب متنفذة للدفاع عن رموزها لتبقى في مواقعها ومناصبها لعشر دورات متتالية ، واستناداً الى هذه الحقيقة الحاضرة في المشهد السياسي العراقي ، لا وجود للهواجس والمخاوف من الانقلاب العسكري ، وإعلان بيان رقم واحد ، ورسوخها في أذهان البعض يعني الإصابة بمرض الوهم ،( ويا طبيب صواب دلّالي كلف ) ابعدوني عن سماع أخبار تفجيرات "موت خورماتو" .