اخيرا استطعت كسر حاجز الحياء، وها انا اتحدث بكل جرأة عن سر كتمته طوال اعوام خمسة إلا عن اشخاص مقربين، سر لطالما كان مادة لمزاح ثقيل الوطأة عليّ انا المسكين الخجول. يوما ما وفيما كنت احاول التملص من تأثير المخدر، الاشياء امام عيني ضبابية ومترنحة، ذهني مشوش، والذاكرة تنهض متثاقلة، اهداني صاحبي بمناسبة السلامة من عملية جراحية بسيطة بيت دارمي شهير: كل الامراض تهون الا البواسير -- هم (...) يشكوه هم مضحكة تصير يومها صرت مضحكة بحق، الا انني لم اعانِ من الالم بقدر ما عانيت من المُلام. "كيف تجرؤ على انفاق 200 الف دينار على مؤخرة حقيرة، ولماذا لم تجرِ العملية الجراحية في مستشفى حكومي مجانا كما يفعل اغلب الناس المتبوسرين". عزائي الوحيد كان في الراحة التي شعرت بها بعد انتزاع الفتيلة الكافرة. في غضون ايام قليلة تخلصت من الالم الجهنمي، والوخز الوقح وصوت الصفير الفاضح الذي كثيرا ما ذكرني بالهبة الخلفية للـ ار بي جي سفن. لكن الله يمهل ولا يهمل، دارة الدائرة وها انا اعود لاقول لهؤلاء اللوامين: صه صه، ها هو احد ممثليكم في البرلمان ينفق على بواسيره 59 مليون دينار! عن نفسي سأحاول ان اجد لمؤخرة الشيخ مبررا او مخرجا شرعيا، مستندا على القياس ببواسيري. اذ انني وبعد العملية اصبحت قادرا على الجلوس في هيئة قائمة ولساعات طويلة ليل نهار، ولم اعد مضطرا الى الجلوس بميل في هيئة زاوية حادة، وطالما ان مؤخرات السياسيين تحب الكراسي الوثيرة حبا ابديا، فانها تصير اشد التصاقا بالمقاعد بعملية جراحية من هذا النوع. واذ تكررت فضائح العلاج السخية على ترميم اسنان حيوانية ومؤخرات عاجية من جيوبنا نحن (الدايحين)، اتوقع ان يكشف قادم الايام عن مسلسل فضائح جديدة، من يدري ربما الدور على النائبات، كان تكون مصاريف حجامة او رقية شرعية للمتدينات، وحفل راقص او حقن بالبوتكس للعلمانيات... لكن فلتعلموا اننا من اليوم سوف نراقب وجوهكم وكروشكم ومؤخراتكم عن كثب، والعاقبة لمن يجري عملية من بعد، سوف يهجوه الشاعر محمود الدليمي بأقسى الشعر، وها هو انموذج مما قال في اسنانكم وبواسيركم: امراضكم مجلس النواب تؤذينا.... يا من اتيتم الينا نصف بالينا (فَمَاً) يكلفنا عشرا نحاسب، ام ....(...) يكلفنا سبعين مليونا!!
|