يرتدي لكل وزارة ملابس خاصة ويستعمل قلماً خاصاً ، ويرش عطراً مختلفاً ، فلوزارته الأمنية يستعمل بروت لأنه يذكره بحرب الثمان سنوات وجثث الموتى المتفسخة ، التي يستعين الأهالي بعطر البروت وبكميات كبيرة من ورق الشاي لمنع التفسخ ولتتمكن الأسرة والأصحاب من رؤية الراحل لآخر مرة . كان يذكره ذلك العطر بالحرب وبشاعتها ، عطر الموت الذي سيوثق آخر اللحظات لشباب يموت بلا ذنب ، حتماً ان الشركة المنتجة لا تعلم ان عطرها يستخدمه الأموات أكثر من الأحياء ! لكنه يستعمل لوزارة الثقافة عطر ماركيز تيمناً بالروائي الأشهر غابرييل غارسيا ماركيز صاحب مائة عام من العزلة ، فيما يستعمل قرينه في وزارة المالية عطر هوكَو ، وجيفنشي لوزارة التخطيط . لكن سالم ، احد الموظفين المسؤولين عن ترتيب اجتماعات مجلس الوزراء يقول انه كثيراً ما يشم المسك الخاص بالمراقد المقدسة أو رائحة السكَائر اذ يتظاهر الجميع بتقواهم وورعهم وتعففهم . لكن المشكلة ان رئيس الوزراء لم يخدمه نظام الزوجي والفردي بسبب حيازته أكثر من منصب لذلك استعمل نظاماً آخراً ، وهو نظام له خلفية اسلامية ومشتق من تعدد الزوجات ، فلكل وزارة يومها الخاص ، ولباسها الخاص ، وكل وزارة تريد أن تشبع غريزتها لكن الرجل يبدو منهكاً ولن تنقذه حتى الحبوب الزرقاء !
|