السليطي خارج الائتلاف!

 

 

 

 

 

 

بعد أن حصل السليطي على تأييد ودعم أبناء تيار شهيد المحراب تمكن من الفوز، ولكن بين ليلة وضحاها أمسى الشيخ أحمد السليطي خارج ائتلاف المواطن في البصرة! إن هذا الأمر أثار التعجب لدى الكثير! فهناك من كان يعتبره مثلا يحتذي به، كونه أحد الشخصيات المستقلة البارزة التي أوصى بها تيار شهيد المحراب.

هناك آخرون استغلوا خروج السليطي متخذين من ذلك فرصة تسقيط ثمينة، يشككون من خلالها في منهجية كتلة المواطن، وخاصة بعد إحرازها المقبولية الكبيرة في انتخابات مجالس المحافظات الماضية.

لقد أكد الحكيم في وقت سابق: أنه لن يسمح لعمامة سيد محسن الحكيم- قدس سره- بأن تتعرض للتلاعب من قبل المرشحين، فليس في ائتلاف المواطن من يخلف المواثيق وينقض العهود، ولا يوجد أي مكان للمجاملات.

 إن ما حدث مع السليطي لا يقصر على شخصه، بل يشمل الجميع... وهو تأكيد واضح على صدق منهجية تيار شهيد المحراب في الابتعاد عن المصالح الشخصية بحثا عن مصلحة الوطن والمواطن.

 

ليس من مبادئ ائتلاف كتلة المواطن إقصاء الآخرين بل التكامل معهم ، والأيمان بأنها جزء من كل، مع مختلف الكتل السياسية باختلاف متبنياتها الفكرية، وبالتالي: إن من يخرج عن الكتلة يعتبر من الآخر ولا مانع من التعاطي معه.

كتلة المواطن وباقي التيارات السياسية يطلق عليها مصطلح (العصبة)، والتي هي مجموعة من الأفراد تحكمهم عدة قوانين خاصة بهم يتفقون عليها ليراعي من خلالها كافة المصالح من وجهة نظرهم، ومن يخالف ويخرج عن أطر هذه القوانين يعتبر خارج العصبة، إن مساحة الاختلاف في الرأي داخل هذه الكتلة مكفولة وبشكل واسع جدا... ولكن! ضمن ضوابط تحدد مساحة الاختلاف، فأن كانت دون ضابطة لا يصح عليها مصطلح العصبة، بل مجموعة أفراد مشوشين تجمعهم نقاط تشابه وتفرقهم نقاط اختلاف.

لقد أصبح الشيخ السليطي خارج ائتلاف المواطن، نتيجة استبداده بالرأي والإصرار عليه بتجاوزه الضوابط دون الالتزام في إقناع الآخرين، وعدم المبالاة بمعارضتهم... وصولا إلى مرحلة التصلب، ليقدم مصلحته الشخصية على مصلحة الأغلبية، وهذا الأمر يخالف القواعد المتفق عليها داخل الائتلاف، أذن وببساطة هو خارج كتلة المواطن، وليس غريبا بل ومن البديهي أن يدعي السليطي المظلومية تبريرا لموقفه.

هكذا نتفهم حادثة خروج الشيخ أحمد السليطي عن الائتلاف، وما أشيع عن كتلة الموطن في وسائل الإعلام المأجورة؛ حين ذاك وببساطة ندرك أين هي الحقيقة.