علمتنا الحياة أن لكل كائن نهاية , وقال تعالى :"كل من عليها فان " , وفي العراق تعلمنا أن لا نفرح بما هو ظاهر ؛ فقد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن . عندما حاربنا الدولة الجارة كان الظاهر أنهم هم من اعتدوا علينا , وان أبناءنا يتساقطون لأجل الحفاظ على ارض الوطن , وجاء يوم النصر المبين ليتبين لنا انه لم يكن هناك من سبب حقيقي لحربنا إلا الحفاظ على مصالح أمريكا واليهود في المنطقة , وان ضحايانا في الحرب و هي لتمزيقنا من الداخل بمخطط خبيث , هدفه إضعاف تجربة الجمهورية الإسلامية في إيران , ووضع العراقيل أمامها ؛ وتنازل العراق من جديد للإرادة الخارجية , ليقودنا النظام في جولة أخرى غير مخطط لها , او ربما مخطط لها!! فقد سبق للقذافي أن صرح وهو يصف نفسه وزملائه من الحكام العرب " أننا كلنا عملاء" !!! , فقد تكون مرحلة ضمن سلسلة مفتوحة لتدمير معاني الآباء والشموخ العراقي , وتركنا أمثولة لدول العالم الثالث المتطلعة للتحرر من سلطة الهيمنة والقرار الأجنبي . دخل النظام المقبور الكويت أشرا بطرا , ليزرع فينا الباطل , ويبيح الحرمات ,في حرب الخاسر الأكبر فيها الشعب العراقي, وتسارعت دول الظلام التي سوغت لحاكم العراق الأوحد دخول الكويت المحافظة رقم 19 لضربه, وتدمير البنى التحتية في عمل تعسفي إجرامي , وألقت من القنابل والصواريخ وأحرقت من الآبار والوقود ما لا يمكن إصلاحه بسهولة في محاولة لإرجاع العراق إلى العصور الوسطى , وأبدعت بحصارها الجائر على أبناء الشعب العراقي , ورعت فيه قيم التطرف والإرهاب التي مهد لها من فترة طويلة , على وفق ( مبدأ فرق تسد ), ليتبناها بعض ذوي النفوس المريضة في محاولة للسيطرة والنفوذ , وجاءت حرب (التحرير )كما يحب لهم وصفها , لتستكمل جرائم الغرب , والأشقاء ! اتجاه أبناء الوطن الواحد , استعملت أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا , والرؤوس الحربية التي تحمل اليورانيوم المنضب ليكون حجم ما تم إلقاءه, كما أكد باحثون أجانب أكثر ب8 مرات عما ألقي على هيروشيما ونكازاكي , في محاولة للإطاحة بنظام صدام كما زعموا !!!!!!! ألا نعقل ؟ ؛ أي نظام هذا الذي يدمرون من اجله حاضر ومستقبل شعب وبلد ؟ وبأي جرم وجريرة ؟ . ونتيجة أعمالهم الوحشية انتشرت الأمراض السرطانية والتشوهات الولادية , في محافظات العراق كافة وخصوصا في البصرة ,وميسان , والنجف, والحلة, والفلوجة , بكارثة حقيقية يندى لها جبين الإنسانية , ترفضها الديانات السماوية ,في قصة لم تنتهي أنما ازدادت بشاعة الأمر بتشجيعهم للفتنة الطائفية, وانتشار الفكر المتشدد , الذي جاء ليستكمل كل وحشي , وحشية , ليزيد ما هو دني فظاعة , ليبح (قطع الرؤوس, أكل لحم البشر, اغتصاب النساء , غنيمة الأموال... ), في جو من الفرقة السياسية , والتضاد الفكري , مشحون بمد إقليمي سام , حتى أصبح العراق مهد الحضارة , يواجه كل يوم هولاكو حاقد جديد , يريد زيادة تلويث العراق , وخراب بغداد العاصمة الرمز، ضمن هذا السياق سبق ووضعت مؤسسة (ميرسر) العاصمة بغداد في أسفل درجات السلم العالمي للعواصم النظيفة، لتحافظ على الترتيب الأخير للعام الرابع على التوالي، وكانت في التسلسل (221) وعدّتها المؤسسة من أقبح مدن العالم وأكثرها بشاعة بعد إن كانت قبلة الدنيا ومصدر إشعاعها الفكري . أفما حان الوقت لنعي حقيقة الأمر؟ , لنعود لفطرتنا أخوة متحابين , في جو من التوافق الشعبي يجمعنا أولا, يوحد كلمة كل وطني شريف يتصدى للسياسة, ويفرض من قبلنا فرضا على كل مخرب تابع للسياسة الخارجية . نحن تربينا على أننا عراقيون أفراحنا مشتركة , أحزاننا واحدة , أما إن الأوان ليعود أطفالنا إلى مدارسهم يقرءون :" دار دور ... من زارنا... ", ونحن مطمئنين عليهم ؟ , أما إن الأوان ليطرق بابنا طارق خير يعيد الأمل ألينا ؟ .
|