يا وزارة البيئة.. مطلوب شركة نفايات طبية في العراق.. الدكتور اكرم الحمداني

 

 

 

 

 

 

من الامور الاساسية في المجال الطبي و في كل بلدان العالم الحفاظ على صحة وسلامة الانسان والحفاظ على البيئة من التلوث بالمواد والنفايات الطبية الناتجة عن الاداء الصحي والطبي ...ولايختلف اثنان من اي مسوؤلين في وزارات الصحة والبيئة وفي العالم كله ايضا ان التعاون بين الجهتين والقطاعات الطبية الحكومية والاهلية للتخلص من هذه النفايات بطرق صديقة للبيئة اصبح امرا ضروريا ومهما ,,,ومن الواضح والمعلوم هو خلو العراق من اي شركة او مؤسسة حكومية عراقية تقوم بمهام جمع ومعالجة النفايات الطبية والتي ما زالت ترمى في مكبات النفايات المنزلية وتختلط بها وتعالج بطرق بدائية معروفة في العراق ... العراق بلد كبير وهناك الكثير من المستشفيات الحكومية والاهلية مع الكثير من المراكز والعيادات الطبية الخاصة وهذا الكم الهائل سينتج بالتاكيد كم كبير من النفايات الطبية والتي سنعرفها بالتالي ::::

أن النفايات الطبية هي جميع المخلفات التي تنتج عن المنشآت الطبية بما فيها المستشفيات والمختبرات وبنوك الدم ومراكز غسيل الكلى وشركات التكنولوجيا الحيوية والعيادات الطبية وعيادات الأسنان بالإضافة إلى مصانع الأدوية والعيادات البيطرية ومراكز الأبحاث والصيدليات والمستودعات الطبية، حيث تشمل المخلفات الطبية الضمادات والحقن والإبر والأدوات الحادة ومختلف العقاقير والمنتجات الصيدلانية والمزارع المخبرية والأنسجة البشرية والحيوانية والدم والإفرازات البدنية وأية مواد أخرى ذات ارتباط بها أو مشابهة لها يمكن أن تنقل العدوى أو تسبب الأذى للانسان والبيئة المجيطة به ..وفي العراق تتكون هذه الاطنان الكبيرة من النفايات الطبية و التي لايعلم الا الراسخون في العلم ؟؟؟ اين يتم معالجتها وكيف ؟؟؟ وهل يتم حماية الانسان العراقي من مضارها واخطارها وحماية البيئة العراقية من كل مخلفاتها ؟؟

و تشير الدراسات بان كمية النفايات الناتجة تساوي على الاقل من 2،5-2، كغم لكل سرير واحد يومياً، بمعنى ان من الممكن للمركز الصحي الواحد ان ينتج قرابة 6.8 طن من النفايات سنويا على اقل تقدير ، كما أن الاحصاءات العالمية تشير إلى ان العاملين بالقطاع الصحي وتحديداً الكوادر التمريضية من اكثر الفئات عرضة للاصابة بمختلف فيروسات الدم المعدية وعلينا حمايتهم من خلال التخلص السليم والطبي الحديث من هذه النفايات الطبية والمخلفات التي تكون قد تلوثت بالفيروسات الخطيرة .... ويشار الى أن المخلفات الطبية شديدة الخطورة، تشكل بحدود 25% من مجموع المخلفات الطبية عموماً، ويجب التخلص منها بالطرق السليمة عن طريق المحارق والأفران والتعقيم وغيرها من الوسائل العلمية المعالجة لها،

ومن الطرق المهمة هي معالجة النفايات الطبية عبر جهاز "الاوتوكلاف" الذي يعمل على بخار ساخن تصل درجة حرارته إلى " 143 درجة مئوية " وضغط عال وذلك لتعقيم النفايات الطبية للقضاء على الفيروسات والبكتيريا والفطريات والجراثيم .

ومن الحظ العاثر و وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، بات العديد من الدولة النامية لا تستخدم الطرق المثلى للتخلص من النفايات الطبية بنسبة 18%-64% مما يسبب ذلك انتشار عدد من الامراض الخطرة من ضمنها التهاب الكبد الفيروسي نوع "ب" و"ج" وفيروس نقص المناعة المكتسبة "الايدز" وغيرها من الامراض التي تسببها البكتريا باختلاف انواعها ... وهذا الامر ما هو موجود في العراق ومؤسساته الصحية بشقيها الحكومي والخاص ومن هنا من واجب وزراة البيئة ان تصدر تعليمات صارمة وشديدة بعقوبات قوية ورادعة لكل مؤسسات وزارة الصحة وكل المنشات الصحية الطبية الخاصة في العراق بالالتزام في جمع النفايات بطريقة علمية وتوفير حاويات واكياس معرفة لدة مؤسسات البيئة وجمع النفايات الطبية من تبرز اهمية انشاء مؤسسة عراقية تابعة لوزارة البيئة العراقية ويكون لها اسم معروف ومعلوم كما هو الحال في كل دول العالم كأن يكون اسمها

الشركة العراقية لجمع النفايات الطبية ويرمز لها باسم (وقاية او بيئة او نظافة ) وتجهز بمعدات وسيارات واكياس وحاويات مخصصة لهذا الغرض مع تدريب كوادر عراقية خريجة من معاهد كليات صحية وطبية متخصصة ووفق دورات عالية المستوى لتقوم بجمع النفايات الطبية من المؤسسات الحكومية والاهلية الخاصة وفق مبالغ مالية تحدد بعدد الزيارات الاسبوعية التي يتم خلالها جمع النفايات وباحجامها وبالاتفاق والتشاور مع وزارة الصحة والعاملين بالقطاع الطبي الخاص ...فليس من المعقول ان يتم خلط النفايات الطبية الملوثة مع النفايات المنزلية التي ربما تدور او تعالج في معامل معالجة غير مخصصة للتخلص من فيروسات خطيرة وبكتريا خطيرة قد تسبب امراض لاجيال قادمة ونساعد على انتشارها لاماكن اخرى بسبب المعالجة الخاطئة لها ؟؟

ان عملية نقل ومعالجة النفايات الطبية من شركة عراقية متخصصة تمول من الدولة ومن اجور تفرض على المؤسسات الطبية الحكومية والاهلية لقاء خدمات النقل والمعالجة التي تقوم الشركة بها ,,,هذا الامر ليس بدعة او اكتشافا ندعيه لنا بل هو امر معروف ومعلوم ومعمول به في كل دول العالم المتحضرة والتي تهتم بصحة وبيئة المواطن وبلدها وتحافظ على نظافة وسلامة العاملين في المؤسسات الصحية والمحيطين بهم والانسان عموما ..ان وجود شركة متخصصة بنقل ومعالجة النفايات الطبية اصبح امرا مهما وملحا وعلى وزارة البيئة والحكومةالعراقية ان تصدر التشريعات اللازمة للتاسيس والتنفيذ وبسرعة لهذا العمل المهم الذي سيحافظ على ارواح الكثير من الارواح والبيئة العراقية ويعزز نظافتها وخلوها من اي تلوث كان ...اتمنى ان يرى هذا الامر النور وان نشاهد سيارات خاصة ومكب نفايات خاص وووحدة معالجة راقية تعالج النفايات في المحافظات العراقية وخصوصا العاصمة بغداد التي تكتظ بالمستشفيات الكبيرة والعيادات الطبية ..ودائما وابدا نقول لكم ماعدكم الا العافية
د اكرم الحمداني
طبيب واعلامي عراقي