الغاز واحاجي السيد رئيس الوزراء!

 

المعنى في بطن المالكي
لا يستطيع السيد المالكي ان يشتكي من ندرة الصلاحيات ولا قلة الامكانيات ولا من سيطرة الاخرين على القرار عندما يتعلق الامر بالامن ومطاردة الارهاب، فهو المسئول الاول والاخير عن الملف الامني، والمشرف المباشرعلى كل المهمات والقضايا الحساسة التي اوكل مسئولية مناصبها لمن ينوب عنه اويواليه وينفذ ويتقيد بتعليماته حرفيا.
جميع الوزرات الامنية والدفاعية تخضع لرغباته الذاتية، حتى لو كانت هذه الرغبات من النوع الذي يتعارض مع الف باء المهنة، وكل عقود وصفقات الاسلحة والاجهزة الحساسة رهن موافقته بصفته القائد العام للقوات المسلحة.
فاذا كان هناك من يعطيه الحق ويتفق مع شكواه وتذمره بان البعض، عن عمد ونية سوداء مبطنة، يسعى لافشال خطط الحكومة وتعطيل مشاريعها ويجهد على عدم تشريع القوانين المهمة، هذا البعض، الذي لم يسميه السيد المالكي ابدا ويبقيه احجية ليس لها حل، البعض الذي قد يُخمن المواطن، بانه من ضمن قائمة اعداء المالكي وخصومه السياسيين، يصبح فجاة من ضمن قائمة الاصدقاء الذين ياخذهم باحضانه ويبادلهم القبل والعناق الطويل، لكن لا احد يتفق معه اذا ما حاول التملص من تحمل تبعات الخروقات الامنية فهو المسئول الاول والوحيد عنها.
لا يستطيع احد ولا جهة حكومية او سياسية مخالفته او معارضته ولا الخروج عن طاعته، يتمتع بصلاحيات تفوق صلاحيات جنرالات الحرب في جبهات القتال الامامية، لذلك عليه وحده تقع عواقب خسارات المعارك والتدهور الامني المستمر الذي وصل الى مستويات مخيفة ومرعبة جدا ويهدد اذا ما استمر على هذه الوتيرة وبنفس هذه الاسالب الى نشوب حرب طائفية.
لكن السيد نوري المالكي الذي يمسك بجميع الملفات ويتمتع بكافة الصلاحيات، مواظب بشكل يبعث على الدهشة، بالاستمرار بالسكوت وعدم الافصاح عن ما يلمح اليها بتصريحات مبهمة اصبحت لكثرة تكرارها ليست ذات معنى، مواظب ايضا على مشاهدة الجرائم الكبرى وكانها حدث من الماضي البعيد وليس من حاضر بشع يحدث على مقربة من اسوار خضراءه، يغمض كلا عيناه عن مشاهد الاطفال والنساء والشباب يقضون شويا في نيران الانفجارات الضارية، واذا ما تكلم فانه يعيد نفس الاسطوانة المشروخة التي كررها الاف المرات بان الجرائم الارهابية مرتبطة باجندات اجنبية!!
فهل جاء بشيء جديد.؟ وهل يجهل ذلك احد؟
اليس من البلاهة اعادة وتكرار البديهي والمعروف؟
اتهامات المالكي اصبحت مملة ومضجرة وتبعث على التقيأ، فممن يخاف حتى لا يجرأ على ذكر تفاصيل هذه الاجندات وقواها المتنفذة؟
وممن يخشى فيهاب ذكر الجهات الاجنبية التي تخطط لقتل العراقيين في حفلات الشوي العلنية؟
ولماذا يحجم وهو وغيره عن ذكر اسماء رجال الدين الذين يفتون بقتل العراقيين؟
لماذا لا يقيمون عليهم الدعاوى القضائية ويسقونهم الى ساحات القضاء الاممية؟
لماذا لا يفضحهم وطنيا بالادلة والاثباتات اذا كانوا عراقيين، ويحاول عزلهم وتشخيصهم بكل الوسائل القضائية والدبلوماسية والدينية ان كانوا اجانب؟
فاذا كان رئيس الوزراء المحمي بقوة القانون والسلاح والمنصب واسوار المنطقة الخضراء، يجبن عن ذكر اسماء وعناوين اصحاب الاجندات التي يلمح لها بالكلام ، فباي حق يحمل المواطنين مسئولية التدهور الامني ، وهم لا يؤمنون على انفسهم حتى في البيوت؟
لماذا لا يكف عن اسلوب المعنى في بطن الشاعر؟
لقد فقد العراقيون كل شيء وهم الان ينزفون حياتهم الى الرمق الاخير دون ان يقدم احد على اسعافهم ولو بقليل من الأمل.
لم يعد للعراقين صبرا ولا مزاجا على التخمين وحل الغاز رئيس الوزراء ولا ان يكونوا جزء من معاركه الشخصية والطائفية.
ليمتلك المالكي ولو قليلا من شجاعة المواجهة ومن جرأة المصارحة، ليتخلى عن اسلوب التفريط بحياة العراقيين من اجل ضمان الوصول الى اتفاق يحقق له الفوز بولاية ثالثة على حساب حياة المواطنين.
ليفضح ما يفضل السكوت عنه، حسب ما يدعي، وحرصا منه، كما يقول على سلامة العملية السياسية البائسة التي لم تعد تحظ باهتمام المواطنون بعد ان ادركوا انها ليست سوى اعادة تقسيم ومحاصصة بعد كل انتخابات واتفاق ومؤتمر.