الرفيق صدام .. شهيدا

 

بالامس القريب مسحنا جراحنا في البصرة وذي قار وميسان وكربلاء والنجف والكاظمية والشعب وغيرها واليوم نغسل الدم من جديد ونذرف الدموع في مدينة الصدر ,وغدا سننتظر انتحاريا جديدا في طريقه للغداء من شجرة الزقوم مع أبي سفيان ,كل ذلك ونحن نكتفي بالدموع ونقف عاجزين امام مايصيبنا ومن يمثلنا من السياسيين يكتفي ببيانات الشجب والاستنكار، راكبا سيارته في طريقه للمطار ليقضي اجازته في هذه الدولة او تلك، يسمع اخبارنا من الفضائيات التي تخرس عندما يموت مئات الشيعة وتثور وتنتحب عندما يموت واحد من الاقليات . حالنا اليوم بات يرثى لها، قتلى بالالاف ،جرحى ومعاقين بمئات الالاف، ولايتحرك فينا عرق من غيرة تحملنا لندافع عن انفسنا واهلينا وننفض ايدينا من خطباء الكاميرات، ممن ادهشونا بما لايقبله عقل او منطق ,اولئك الذين يخرجون علينا داعين الى ضبط النفس وعدم الانجرار للفتنة ومستميتين بالدفاع عمن يقتلوننا او من يؤيدون من يقتلوننا حتى بصمتهم ومصمصة الشفاه بابتسامات متشفية صفراء، لما آل اليه حالنا. يقول الامام علي عليه السلام :"وياعجبا من اجتماع القوم على باطلهم – يعني معاوية وزمرته –وتفرقكم في حقكم! والله ماغزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا " وتقول السيدة زينب: "وياعجبا كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء "وغيرها من اقوال اهل البيت سلام الله عليهم والتي تشير الينا بخطر اهل الباطل وتخاذل اهل الحق ,وماأحوجنا الى تدبر كلماتهم وما احوجنا الى من يقول الحق وينبذ الباطل شرط ان لايعطي الدنية في ديننا وحقوقنا ,فالمقابل لايفهم للاسف سوى لغة القوة ,والاغرب من ذلك كله وان لم يعد غريبا ان يتباكوا على قصص زائفة ومفبركة اعلاميا عن تهجير عائلة فلان او عشيرة علان من محافظاتنا الجنوبية ممن لها تاريخ اجرامي في تاييد ذئاب البعث ايام النظام الصدامي في انتفاضة عام 1991 وماقبلها ومابعدها ,في حين لايوجد اي شيعي يسكن الانبار اواقضيتها، والموجودون في نينوى وصلاح الدين يعانون الامرين من القتل والتهجير والتمييز الطائفي . ان المنطق الرافض لقتل السني في مناطقنا يفرض على المقابل عدم تاييد من يقتل او يهجر الشيعة في مناطقه التي تؤوي حواضن الارهاب والتكفيريين بشهادة المنظمات الدولية .وعلينا عدم الانجرار وراء دعاوى من يريد وضع قميص عثمان والتباكي عليه طمعا في السلطة , ويرغمنا امثال البعثي ظافر العاني على اعتبار المقبور الطاغية صدام شهيدا، وعنده سيجبروننا على زيارة حفرته وان ندفع ثمن المواد المتفجرة التي تذبحنا كما كنا ندفع ثمن الاطلاقات الغادرة التي يعدموا بها ابناءنا ممن رفضوا نير العبودية والطائفية والاذلال والانقياد وراء دعوات مسعورة لطحن شيعتي العراق خدمة للشيطان الاكبر.