الشهيد بحبوح والغيرة العراقية

 

 

 

 

 

 

بحبوح أسمه الاصلي (علي) شاب عراقي  عمره 22 سنة من عائلة فقيرة تسكن في نصف دار ايجار في مدينة الصدر ، مشروع خدمات مجانية متنقل  ، فهو يساعد الناس في كل شيء يستطيع فعله ، يدفع العربة لحمل الحصة الغذائية أو النفط والغاز للنساء ، وعامل بناء لمساعدة أصدقائه وجيرانه ، حتى الذين لا يعرفونه يكلفوه بالعمل فحتما سيقول بالخدمة ، فهو يقدم خدماته في الاعراس والعزاء وفي البناء وفك الشجار بنفس الهمة والحيوية  ، تنبأ  أبيه بان يستشهد في احد التفجيرات ، أتعرفون لماذا ؟ ففي كل انفجار قريب منه يهرول راكضا ، ملبي نداء غيرته التي لا تعرف الخوف ، لمساعدة الجرحى  وانتشالهم من لهيب النار وشظايا ألغدر ، أبيه يقول انه لا يستطيع السيطرة على غيرته فيذهب مهووس الى مكان الحادث  ، الكثير من الناس يعتبرونه صاحب فضل عليهم فكم مرة انقذهم وساهم في  بقاءهم احياء  .

كيف استشهد بحبوح ، عند رؤيته الدخان الذي غطى سماء المدينة بسبب انفجار إرهابي في احد سرادق (فاتحة) المدينة ،  ذهب مسرعا بملابس العمل (عمالة) فطوى المسافة ولم تسمح له غيرته بتذكر وصايا الوالدين له "احذر من الانفجار الثاني " أو توسل زوجته وجيرانه له بالبقاء في البيت ، ألا انه في هذه المرة لم يعانق الجرحى ، فقد أحتضنه الانفجار الثاني في نفس المكان بناره وحديده الغادر ، فكان الموت بشرف ، مع غصة الفقدان ، وحسرة الفراق ، وذهول الوالدين  وانكسار ظهرهم ، وبكاء اصدقائه .

كان الشهيد البطل يسعى جاهدا لتوفير لقمة العيش لعائلته ، وعند حصول على يسير من المال يحمله ويقدمه الى امه ، وهي تعطيه جزء من المال ، كان خير عون للجميع ، فهل نحن عون له  بعد استشهاده ، في حديث سابق معه قلت لو كان لبعض المسئولين العاملين في البلد  غيرتك هذه لخدمة الوطن لكان العراق بوضع أخر ، هل الغيرة حل لحفظ وإنقاذ العراقيين  ، أعتقد انها  قد تكون حل جزئي ، لكن في بعض اوقاتها تكون ممر للموت ويستغلها العدو ويقتل الابرياء  ،  ما هو الحل أن فشلت القوات الامنية بحفظ الامن ، أعتقد انه لا مفر من تكوين لجان شعبية لحماية المناطق المتعرض للهجوم ، وأخيرا تربعت غيرة الشهيد بحبوح الجنة وعينها على خدمة العراقيين  .