أبويه ميگدر ألا على أمي

 

هذا العنوان هو مثل شعبي عراقي ...اخترته عنوان للحجي مال هاليوم .. لان العراقيين تعبوا من الجد واني واحد منهم ..فراح انطي وجهي للهزل واحجي على المهزلة .. ولكن ما اسوي مثل ما يسوي ساستنا اللئام اللي ايديهم خفيفة ..ويضحكون على الناس البسطاء والفقراء ..

وهومثل يضرب لمن يظهر سطوته وقوته وجبروته على الضعفاء الفقراء ويجبن أمام الأقوياء والاغنياء .. واقصد واعني هنا قوة الولايات المتحدة الامريكية ممثلة بخطاب الرئيس اوباما في افتتاح اجتماعات هيئة الامم المتحدة للدورة 68 هذا اليوم ...والضعفاء المقصودين هم العرب وفي مقدمتهم العراقيين والسوريين ..

هذا المثل الشعبي يضربه العراقيون انطلاقا من واقع حال الاسرة العراقية ..فنحن نعيش في مجتمع ذكوري ديكتاتوري ...يفرض فيه الاب وهوالرجل سلطانه وجبروته على الام المسكينة الضعيفة وهي المرأة التي تكدح ليلا ونهار في البيت ..حيث الاب يمارس صلاحياته في اصدار الاوامر ..وعلى الام الطاعة والتنفيذ ..بكل معنى العبودية ..

اليوم احنا في العراق والعالم نعيش في عالم تسوده شريعة الغاب .. القوي ياكل الضعيف .. ويا ناس اريد اكول الكم بصراحة ابو كاطع العراقي ( طيب الذكر ) ..اني بعد بطلت ما احجي سياسة ..بس راح احجيلكم امثال شعبية ..

الله يرحمهه لامي جانت تكولي اتعلم ابني هذا المثل ..تره يفيدك من تكبر ...هواية من شباب هاي الايام ما سامعين بهالامثال ..وحتى لو سامعيه ..فهم لا يفهموها ..لان تدرون اللهجة العامية اندثرت وراحت وي اهلها ..ترقينا عليهه وكمنا نحجي بطريقة المرحوم الدكتور مصطفى جواد قل ولا تقل ونسينا جنة وجنينة مال اهلنا الخوش اوادم..

المهم .. نرجع لسالفتنا ..اليوم العصر ..اندكت باب بيتنا ..طلعت وجان اشوف الخبازة ام علاوي شايلة صفطة الخبز وبعده جان حار ويجوي وناوشتني الجيس وكالت ...هاي بثلث تالاف ( تقصد بثلاثة الاف دينار ) .. اخذت منها الخبزات ولعنت الساعة اللي فرضوا علينا الامريكان الحصار ...واكل طحين الحصة ..اللي يسبب بالبلعوم غصة ..وجمالة والله وكيلكم ..اللي يبقي ويزيد من هذا الخبز ...ثاني يوم ..تلكاه معفن وصاير اخضر من العفن وننطيه للخرفان ..

الله ينتقم من كلمن صار السبب وخلانا ناكل طحين الحصة المعفن ...الله يرحم ايام زمان ...ايام ما جانت المرحومة امي تخبز خبز الحنطة الكردية اللي جان ابويه المرحوم يطحنها على ايده بالمطحنة الحجرية بالعوينة ..وكرصة الخبز جانت يطلعهه جنهه ( فلعة كمر ) تشهي الشبعان وتشفي العليل وتشبع الجوعان ...

الله ينتقم من كلمن صار السبب بالحصار ..25 سنه واحنا ناكل طحين الحصة ..بلد ميزانيته اليوم 130 ملياردولار والشعب ياكل خبز معفن .. وجماله ...كالت الديمقراطية ..وحجت حقوق الانسان ...واللع لالعن امه وابوهه لهيجي ديمقراطية معفنة ..

يا جماعة الخير ..فد يوم جنا كاعدين اصدقاء ( هذا الحجي قبل خمسة واربعين سنة ) اني جنت العربي الشروكي واخونا الكردي كاكا من الاغوات الزناكين وثالثنا جان والله واعلم يمكن اصله تركماني من الكعيبرية من مثلي مهتوك ومطلع ايده من الروازين ..( ذاك الوكت محد جان يعرف هاي الشغلات ..شنو قوميته وشنو دينه لو شنو مذهبه ..هاي ما جانت معروفة اساسا وبعدين هالايام صارت ) ..

اخونا الكردي ..فد يوم تمرض وسافر الى لندن للعلاج بعد ان شاف الموت بعينه ببغداد ..المهم وبعد ان رجع وكعد يسولف النا ..عن حياة لندن وشلون الناس عايشة بكل حرية واحترام وشلون البشر الهه قيمة عندهم .. وشلون حتى الحيوانات عندهم محترمة ومقدرة ..وكان يتباهى ويتفاخر ..كان الانكليز من ولد عمه البدروجي ...

وجنا اني وصاحبي اللي ما ادري ..والى هسه ما ادري.. شنو قوميته ؟؟.. جنا فاكين حلوكنا واذاننا وعيوننا نسمع مدهوشين على حجيه ..

وكال طبيت فد سوق مركزي مساحته بكبر اورزدي باك مال شارع الرشيد .. ( يا جماعه سوق لو ولاية بيه كلشي اللي تريدوه ) وهذا السوك بيه جناح خاص ..يبيعون بيه كلش يخص الجلاب والبزازين ..من ملاعيب وملابس ..وادوات حلاقة ..ترة الجلب الانكليزي ادمي من صدك مو مثلنا ..يكعدوه على التنكة وبيده المراية ... ويزينه الحلاق ..بلندن ماكو واحد يشتغل حلاق كل ايام الاسبوع ..وبيوم الجمعة يشتغل زعرتي ..يطهر صغار القوم بموس الحلاقة من جهال مال المحلة ؟؟

وكان يكرر ان هناك محلات خاصة لحلاقة الكلاب والبزازين ...بس يعجبك تشوفه وتكعد بيهه .. كانه يريد يغورنه ..

المهم ...كان صاحبنا وبين اونة واخرى يقارن بين حالنا احنا العراقيين وبين حيوانات لندن ...ولا تنسون ...هذا الحجي مو هسه ..هذا الحجي قبل خمسة واربعين سنة ..واليوم ما ادري صاحبي الكردي هذا هسه ان كان ميت ...فالف رحمة على روحه ......وادعوا الله له ان يحشره مع جلاب لندن ...لانه المعيشة اروح اله من العيش وي الموتى من اهل العراق هاي الايام ..والف رحمة على روح امه وابوه ان جان طيب والا ميت ...جان كلسع يعيد ويصقل على دلال كلاب لندن ..تدرون ؟؟اكل الجلاب والبزازين عندهم ..كله معلبات درجة اولي حتى تاريخ الصلاحية مثبت على القوطية ..ومن تفتحه وتشتمه ...الريحة الطيبة تضرب خشمك ..وتفك شهيتك ...وتوصل لسابع جار ..

وهنا حدث موقف مثير للدهشة والضحك كلما نلتقي ويجمعنا القدر تحت سقف واحد ..اذ فجأة .. تنهت وجر نفس طويل صاحبي التركماني او كما ذكرت سابقا .. مجهول القومية والدين والمذهب ..جر صاحبي حسرة ...وقال لنا وهو ينظر للسماء ويدعوا ...يا ريتني جلب بلندن ؟؟؟ يا ربي ما توديني للندن ؟؟

واليوم وبعد هذا العمر الطويل .. تحقق حلمه الجميل ..وهو يعيش الان رغدا امنا مطمئنا هو وعائلته وابناءه في لندن وكبريطاني ..كريما محترما وكبشر ...ونحن بقينا في العراق نعمل ونبني ونقاتل ...ومنذ 25 سنة ناكل ..طحين الحصة المعفن ..واللي يقف في البلعوم مخلفا غصة ...اللهم انتقم من كلمن صار السبب ..ولازال يوكلنا طحين الحصة ..

لنعد الى سالفتنا ...مع ام علاوي الخبازة ..اذ فاجئتني بسؤال وقبل ما ترجع لبيتها... حجي ..الرئيس اوباما سيخطب بعد قليل بالساعة خمسة بتوقيت بغداد ...شوفه شراح يحجي على العراق ؟؟؟ بلكن يبشرنا بخبر يفرحنا ؟؟؟ بلكن يساعدنا على التخلص من الحرامية والطائفية والاحزاب الدينية والسيارات المفخخة ...؟؟؟

فشكرتها على اخباري بهذا الخبر التازة ومع هذا علقت بسرعة واجبتها ..ام علاوي..لا تروحين بعيد ..ماكو فائدة .. لا من ورة اوباما ..ولا غير اوباما ..الله كتبها على العراقيين .. سودة مصخمة ومثل مايكول المثل العراقي ( العراقي يبقى مشلوع كلبه ومسلوك امه وابوه من ك... امه للقبر ) ..هاي الفقرة الاخيرة كلتها طبعا بقلبي ..مو لام علاوي ..

المهم .. دخلت البيت وفتحت التلفزيون ..وكان الرئيس اوباما توة يخطب ..وكانه في سوق عكاظ ..فرحا واثقا بنفسه وبجبروت بلاده .. ولا حظت بين الصفوف كان وزير الخارجية الروسي لافروف ..جالسا مسترخي بكرسيه ..وعلى وجهه ..شبح ابتسامة خفية وهو يتابع خطاب الرئيس ..وشعرت انه يكلم نفسه ..ويقول لاوباما ( لاتروح زايد ياريس ..ترة احنا الاثنين ...دافنين المرحوم سوة ) ...وسوريا راحت بالرجلين ..

والى هنا ساتوقف بالحجي حول الخطاب ..واترك اكماله لباجر ..لان ما اريد اطولها عليكم واضوجكم ..وبعدين اذا جان كل االحجي والقصة حجيته هسه ولعد باجر علويش راح احجي ؟؟؟

بالمناسبة هسة تذكرت قصة طريفة ..حدثت من جنا شباب ..والتحقنا بالخدمة العسكرية ...فبعد ما انهينا التدريب وتخرجنا من الكلية العسكرية في الرستمية نسبوني للعمل بالصنف الكيمياوي في الستينات ودخلونا دورة صنف اساسية لمدة ستة اشهر ..واول ما التحقنا بالصنف الكيمياوي ..وكان عددنا تسعة بين ضباط حربيين وفنين ..واني كنت احدهم ..

خصصت لنا ادارة المدرسة وكانت تسمى انذاك ..فد اسم جبير كلش ويخوف ( مدرسة الحرب الذرية ) وفي الحقيقة كان لايتناسب ولا ينطبق على حال المدرسة الحقيقي ..

والشيء بالشيء يذكر ..كان المرحوم العقيد خليل اابراهيم حسين مدير للصنف انذاك ...وكان الله يرحمه فلته من فلتات الضباط العراقيين انذاك ..كان رجل يحب العلم ويعمل مناجل تطوير الجيش العراقي وهوكان يحمل عدة شهادات ومؤلف لعدة كتب ..

كان رحمه الله ..قد زار دورتنا واختارني من بين اثنين ..انا وزميلي وهوايضا زميل مهندس كهرباء ..وكان عنده واسطة ونسبوه للقوة الجوية ( السمجة جانت خايسة من ذاك الوكت ) واني جنت غشيم وما عندي واسطة فرحت للكيمياوي ..

المهم ما طوله عليكم ..خصصت ادارة المدرسة ..غرفة لتبديل الملابس للتلاميذ ..كنا نجتمع فيها يوميا صباحا وقبل الخروج لساحة العرضات لتبديل الملابس ..وكنا شباب ..فرحانين بالدنيا والدنيا فرحانة بينا ..كنا نسولف ونضحك وفي يوم من الايام ..اقترح احدنا ..ان يقص كل منا نكتة وبالدور...اي يومية على واحد يحجي نكته قبل مانطلع للعرضات ..

كل منا حجي نكتة ..الى ان وصل السرة ...الى اخونا وصديقنا وحبيبنا ..وما ادري هسه هو عايش ...لوكاعد يحجي نكتة الخروف للميتين وياه ..الله واعلم هسه هو وين ..المهم اخونا جان اسمه حسن ..وهو بغدادي وعربي اصيل وهو من اهل الكرادة ...

ولكي لا اطيل عليكم الحجي باجر ساكمل الكم القصة ونكتة اخونا حسن اللي جانت تدور حول ..خروف ولكن شلون خروف ؟؟ باجر تعرفون التفاصيل ...ولا تضوجون مني ..الحياة ما تخلص بيوم واحد ...وتذكروا ان غدا لناظره قريب ان بقينا احياء ..بلا مفخخات ..وبلا سكتة قلبية مفاجئة ..

اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...