منع إقامة مجالس العزاء |
بعد مرور ايام قليلة على توقيع ميثاق الشرف ومبادرة السلم الاجتماعي، حيث كان الجميع يأمل ان تسود تلك الاجواء التي تساهم على تنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها، ولكن يبدو ان اتخاذ ساحات الاعلام لاطلاق التصريحات المتشنجة والتهديد والتشكيك والوعيد لم يغب في الساحة، السجالات مستمرة، في ظل تصاعد اعمال العنف وباشكاله المتنوعة التي تستهدف الابرياء من العراقيين، الارهابيون لم يتركوا اسلوبا الا وتم اتباعه بغية ايقاع اكبر عدد من الابرياء، بعد استهداف المقاهي والملاعب والاسواق، يقوم الارهاب باستهداف مجالس العزاء كما حدث مؤخرا في مدينة الصدر والدورة والاعظمية وقبلها في كركوك وطوزخورماتو وفي مناطق اخرى من العراق، المعروف ان مجالس العزاء من الاماكن سهلة الاستهداف، حيث لايمكن توفير الحماية العسكرية لها في عموم البلاد، القيادات الامنية والسياسية عليها دراسة اسباب استهداف مجالس العزاء، وهل استهدافها ياتي من قبل الارهابيين كونها اهدافا سهلة لايقاع اكبر عدد من الضحايا؟ والنقطة التي يجب ان لاتغيب عن البال الاستهداف لايشمل مكونا معينا بحد ذاته بل يشمل جميع مكونات الشعب العراقي. ومن هنا تاتي خطورة الفتنة الطائفية التي يجب الوقوف عندها ومعرفة الهدف من هذا الاستهداف. معالجة هذه الخروقات لاتاتي عبر اسطر في وسائل الاعلام ولاسيما مجالس العزاء، الاجهزة الامنية لم تتمكن من انشاء اعلام امني، والاعلام عند هذه الاجهزة فقط اصدار البيانات وعقد مؤتمرات صحفية، ألإعلام الأمني من المصطلحات الحديثة التي ذاعت وانتشرت وتبوأت مكانتها يبن مختلف أساليب الإعلام النوعي، وهو كل ما تقوم به الجهات ذات العلاقة من أنشطة إعلامية ودعوية وتوعية بهدف المحافظة على أمن الفرد والجماعة، وأمن الوطن ومكتسباته في ظل المقاصد والمصالح المعتبرة. ويتوقف وجود إعلام أمني فاعل وناجح على مدى اهتمام الأجهزة الأمنية وقناعتها بأهمية هذا النوع من الإعلام، الذي يعتمد في تغذيته على مدى تعاون الأجهزة الأمنية التي تقدم المادة العلمية والحقائق الأمنية إلى وسائل الإعلام، لتقوم هذه الوسائل بإعدادها في الشكل الإعلامي المناسب لعرضها على الجمهور بما يحقق التجاوب الجماهيري مع الأفكار الأمنية المطروحة. وعلى الرغم من القوة التي تتمتع بها وسائل الإعلام للعمل على تنمية الوعي الأمني، فإنها تبقى رهينة للمصادر التي تزودها بالمعلومات والتوضيحات والبيانات.. (ويكيبديا)، ولكن يجب ان يتجاوز ذلك للوصول الى المواطنين بمختلف الاعمار. المواطن في هذه المرحلة عليه ان يعي خطورة اقامة مجالس العزاء، ومن هنا ياتي دور رجال الدين خلال خطبهم الدينية بالاضافة الى الاعلام الامني لاقناع المواطن بعدم اقامة مجالس العزاء اذ ان الارهابيين لايحترمون هذه الطقوس، هذه تعتبر في هذه الظروف الامنية احسن الخطوات لقطع الطريق امام الارهابيين لتنفيذ مآربهم الخبيثة. ومهما كانت الاعراف العشائرية وغيرها مهمة ولايمكن تجاوزها فان الدم العراقي يبقى اغلى واثمن من كل شيء. |