التحديات وحّدت الشعوب وفرقت العراقيين |
تعرضت وتتعرض جميع دول العالم الى تحديات ومخاطر مصيرية تهدد الامن الوطني ،تحديات على شكل كوارث طبيعية احيانا ،وعلى شكل عدوان خارجي يصل الى حالة الحرب المعلنة الخاطفة، او حرب الاستنزاف ،او الحرب الاقتصادية اوحرب المياه،اوحرب مدفوعة الثمن غير معلنة من خلال المرتزقة. وفي كل هذه الاحوال تعلن الحكومة حالة الطوارئ ، ويؤجل ابناء الوطن الواحد – على اختلاف اديانهم وقومياتهم ومذاهبهم ومللهم ونحلهم واهوائهم واحزابهم واتجاهتهم – يؤجلون خلافاتهم ،ويعلقون مشاكلهم ،ويجمدون ازماتهم ، ويقفون وقفة رجل واحد بوجه الموجة لصد الاعصار الذي يتحدى وطنهم و يستهدف وجودهم ودولتهم وكيانهم ومؤسساتهم. حتى ان بعض السلطات تعمد الى اختلاق عدو موهوم وتصنع احداثا وتحديات وذلك من اجل التفاف الشعب وتماسكه ونسيانه للخلافات وتأجيل المطالب حتى تمر العاصفة بسلام . التجربة الديمقراطية العراقية الفتية تعرضت منذ ساعة ولادتها والى يوم الناس هذا الى اعتى موجة من التحديات .. حرب ضروس ، مدفوعة الثمن غير معلنة، تعددت اطرافها، متداخلة الخنادق مختلفة الغايات والاهداف والاسلحة حتى ان بعض اسلحتها لم تستعمل في الحروب التقليدية التي مرت ومنها السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة .ومع ذلك وغيره لم يؤجل العراقيون خلافاتهم الازلية ، ولم يعلقوا مشاكلهم من اجل ان يتفرغوا للعدو ، ما ان يخرجوا من ازمة بشق الانفس حتى يدخلوا في ازمة اشد واضيق ،وما ان ينهوا خلافا حتى يقعوا في خلاف اعوص .كأن العراق لايعنيهم والعدو لايستهدفهم.. بعضهم ( انا ومن بعدي الطوفان ) والبعض الآخر( علي وعلى اعدائي ). وغيرهم ( ليحترق العراق بمن فيه وما فيه مقابل امتيازاتي المفقودة )!. لم تعلن حالة الطوارئ ولم يؤخذ الارهابيون بحزم المفخخات تأكل العراقيين بالجملة يوميا وتفصيليا ، النزيف انهار..والنفق مجهول النهاية. والقادة السياسيون مشغولون باحزابهم وكتلهم ومصالحهم الفئوية والشخصية وكأن الامر يحدث في دولة بعيدة من دول افريقيا . لم يترجل احدهم عن بغلته.. لم يتنازل عن اصراره .. الكل يدعي صحة العقل.. الجميع مخطئون وهو الأصوب ، الجميع مبطلون وهو الحق والعدل .. الجميع كاذبون مفترون ..لصوص وهو الصادق الامين. حلقة مفرغة ودوامة ما بعدها دوامة!. |