"1000 طفل".. هذا ليس رقما للاطفال العراقيين المتفوقين في الدراسة، وليس رقما لمشاركة اطفال العراق في فعاليات رياضية او ترفيهية، وليس رقما لاطفال تم شمولهم بالتعويضات نتيجة الاعمال الارهابية، ايها السادة السياسيين وابطال الازمة العراقية هذا الرقم يمثل عدد الضحايا من الاطفال العراقيين الذين لقوا حتفهم على يد المجاميع الارهابية خلال عام واحد فقط، الا يكفي هذا الرقم ليكون حافزا لكم لانهاء خلافاتكم، اليس لديكم اطفال وتبحثون عن اجواء مثالية لهم وتوفير كل سبل الراحة؟ وما ذنب آبائهم؟. ان الطفولة مرحلة اساسية ومهمة في حياة الانسان ففيها تتحدد معالم شخصيته ويكتسب انماط قيمه وسلوكه ويتعلم مختلف عاداته واتجاهاته. وقد أوصت الجمعية العامة للامم المتحدة في عام 1954 بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال وللعمل من أجل تعزيز رفاه الأطفال في العالم. واقترحت على الحكومات الاحتفال بذلك اليوم في التاريخ الذي تراه كل منها مناسبا.. دول العالم تسعى الى توفير اجواء مناسبة تنشئ فيها طفولة سعيدة وهادئة، ويتم رصد الكثير من التخصيصات للطفولة وفي مجالات كثيرة ومتنوعة مثل المدارس والمراكز الترفيهية والتعليمية، الهدف منها بناء شخصية الطفولة، الاوضاع التي مرت بالعراق من الحروب العبثية للنظام البائد والعمليات الارهابية التي اجتاحت البلاد بعد 2003 جعلت الطفولة العراقية حياة مليئة بالعذابات وفقدان الابتسامة البريئة التي هي عنوان الاجواء المأساوية ويتجه الطفل العراقي الى اتباع مسالك في الحياة لاتنسجم وطموحاته، الطفل الذي لاينشأ في اجواء صحية يكون مشروعا للانحراف. والطفولة العراقية ضحية للعنف بشقيه الارهابي والمجتمعي. وفي احصائية ضمن تقرير كشفته وزارة حقوق الانسان عن مقتل 1000 طفل عراقي خلال عالم 2012 على يد المجاميع المسلحة. المؤلم ان هكذا تقرير يمر مرور الكرام في وسائل الاعلام ولايلقى اهتماما من قبل الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، ويتم تداوله في سياقه الاخباري فقط. هذا الرقم يشمل فقط الذين قتلوا في العمليات الارهابية، وربما الذين تعرضوا الى تشوهات خلقية واعاقات اكثر من هذا بالاضافة الى الذين فقدوا معيلهم، كلها تشكل ارقاما مخيفة للضحايا من الاطفال، الطفولة تنهار في العراق. تقرير وزارة حقوق الانسان جاء بعد الاجتماع الخاص باللجنة المركزية الخاصة بالمؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب تحت عنوان "الارهاب انتهاك لحقوق الإنسان"واوضحت الوزارة ان المؤتمر سيعقد للفترة من 9-10 تشرين الاول وبمشاركة دولية. هذه الفعالية يجب ان تحظى باهتمام رسمي سواء من قبل الحكومة او مجلس النواب والذي ربما الكثير منهم لايعلمون بموعد المؤتمر ولابمقتل 1000 طفل خلال عام 2012، ولو تمكنت الوزارة من اعطاء اعداد الضحايا من الاطفال خلال عام 2013 لكان الرقم يشكل صدمة كبيرة لان اعمال العنف الارهابية ازدادت بشكل كبير خلال هذه السنة.
|