الى متى تسيل دماء المواطن العراقي ؟

 

من يوم لاخر تزداد الدماء الطاهرة التي تسيل على شوارع محافظات العراق حيث الاشلاء الممزقة والحرائق المندلعة في الاسواق والمستشفيات والمنازل مصحوبة بالأهات والدموع حيث يزداد عدد الارامل والثكالى والايتام والمحرومين وتولغ الوحوش الكاسرة  بدماء العراقيين لا فرق بين سني وشيعي ومسيحي ويزيدي وصابئي وباقي المكونات للشعب العراقي الذي يتلقى الضربات تباعا لا يعرف اين المفر , لقد جرب الاحتجاج الذي هو حق من حقوقه التي  ينص عليها الدستور العراقي وقوبل بقسوة لا مثيل لها الا في نظام جرى قبره منذ عشرة سنوات وهاهي ذي قار تشهد بذلك بتاريخ 31-8-2013 مع العلم كانت التظاهرات مجازة رسميا من قبل مجلس المحافظة وقد نقلت الفضائيات صورا بشعة لمدرعات سوداء ترش الغازات المسيلة للدموع وحصل اطلاق رصاص حي على المتظاهرين وكانت هناك اصابات وتم نقل الجرحى الى المستشفيات وقد استشهد احد المتظاهرين نتيجة التعذيب . لقد ازداد الشعب العراقي اصرارا ودعت منظمات التنسيق الى تظاهرات جديدة سلمية في جميع المحافظات العراقية  يوم السبت الموافق 5-10-2013 والمقرر ان تتوجه و تلتقي كلها في بغداد . الشعب العراقي يملك كل اسباب الاحتجاج ضد الفساد الامني والاداري والمالي . لقد اصبحت ملفات الفساد العراقي يضرب بها المثل في العالم حيث يحتل العراق المرتبة الاخيرة في سلم الفساد اي اننا سبقنا حتى الصومال في التدهور الاخلاقي والخدماتي وصرفت مليارات الدولارات الامريكية ولم تحل مشكلة الكهرباء والماء الصالح للشرب , الامراض تفتك بالشعب وخاصة السرطانية والتشوه الخلقي نتيجة ما نفثته قوات الاحتلال من سموم الاسلحة التي تم تجربتها في العراق وعلى راسها اليورانيوم المنضب , اما ضحايا الالغام اليومية المتكررة فيعتبر العراق البلد الاول في العالم المزروع بالالغام حيث يصاب الاطفال والفلاحين ورعاة المواشي .ان من اهم واجبات الحكومة هي السيطرة الامنية وحفظ المواطن العراقي من الموت , وهذا اهم واجبات الحكومة التي تفتقر الى وزارة الداخلية والدفاع ولم نسمع بالرغم من الانتهاكات المتكررة يوميا والتي يزداد فيها عدد الشهداء بشكل ملحوظ لم نسمع بمعاقبة مسؤول امني بالعكس من ذلك فالعراق يملك اكبر عدد من حاملي رتبة فريق في العالم واكبر نسبة شهداء في العالم , فالى متى يبقى الدم العراقي رخيصا بهذا الشكل ؟ لو نظرنا الى الدول المتقدمة فهناك  حكومات تسقط اذا قتل مواطن في تظاهرة او في التعذيب او تمت مداهمة البيوت بدون امر قضائي , واخيرا وليس أخرا اذا استمرت الباصات في التاخير في هذه البلدان تحصل ضجة لا مثيل لها في الصحافة والراديو والتلفزيون , هل هناك مبالغة في الموضوع ؟ في هذه البلدان الانسان والحيوان والنبات له مكانة واحترام نفتقده مع الاسف الشديد .