تحديات تواجه قائمة متحدون في الانتخابات المقبلة

 

قًسِمِ خبراء الرأي العام الجمهور الى اربعة اصناف  من بين تقسيمات عدة ، الاول الصفوة او قادة الرأي وهم في الغالب يشكلون من1  - 1,5%  والقسم الاخر هو المطلعون ونسبتهم من 10 -15 % من المجتمع ثم الجمهور العام وتكون نسبتهم 60- 65 % واخيرا الهامشيون ونسبتهم 25 % وهولاء لايعرفون اي شي عن مجريات الاحداث في المجتمع بحسب تقييم المختصون،  وقبل خبراء الاعلام قسم الامام علي (ع) الناس الى ثلاثة " عالم رباني ، ومتعلم على سبيل النجاة ، وهمج رعاع اتباع كل ناعق ".

    وهذه التقسيمات لاتختلف عن بعضها البعض بل تتقارب في المعنى ، والتعامل مع هذه الانماط من الرأي العام ( الجمهور ) يحتاج الى تخطيط سليم  ورؤية سديدة تنظر الى الموضوعات من الجوانب كلها ، وعلى وفق هذا نرى بعض مخططي الحملات الانتخابية ينجحون في التأثير في قادة الرأي العام ( الصفوة ) واخرين ينجحون في قيادة الهمج الرعاع واخرين يتفوقون في الـتأثير على الجمهور العام وبعضهم يفشل في قيادة خمسة افراد من المجتمع ، وبالتأكيد ان للفشل اسباب كما للنجاح من اسباب.

    في مجتمع منقسم على نفسه كالمجتمع العراقي يواجه رجال الحملات الانتخابية صعوبات كبيرة جدا في التأثير على المجتمع العراقي بمكوناته المتنوعة ،  ولكي اقرب الصورة بشكل ادق انقل لكم هذه التجربة مع احد سياسي سنة العراق ( مع الاعتذار لاستخدام هذا التعبير ) فقد اتصل بي شخص من مكتب ذلك السياسي طالبا مني الحضور لمقابلته وقد استمع لي بشكل كبير واعطاني من وقته الكثير ومن ثم طلب مني الترشح ضمن قائمةٍ في محافظة كربلاء ، فقلت له لو شرحت معك سأفقد حتى افراد عائلتي وسأقضي على اي امل لي في اي موقع مستقبلي ، فقال {هل لديك من نصائح تقربني لجمهور المحافظات الوسطى والجنوبية }، قلت له نعم لدي الكثير ولكن هذه النصائح لو فعلتها ستفقدك الجمهور السني ولن تعطيك سوى الرضا النسبي من الجمهور الشيعي ، قال { اذكر لي مثلا } ، فقلت له ، هل تستطيع زيارة الامامين العسكريين في سامراء وتتفقد سير العمل وتتبرع بشيء للمرقدين ؟ هل تستطيع زيارة الامام الحسين في كربلاء والجوادين في الكاظمية والامام علي في كربلاء ؟ صمت برهة من الوقت ثم قال  { سأفكر في الامر } ، فقلت الامر لايحتاج الى تفكير فلو فعلت ذلك فأنك ستفقد الكثير من جمهورك ولن تجني من جمهور الشيعة سوى الرضا القلبي لاغير ولن ينفعك في الحملة الانتخابية وهذا يتقاطع مع مبتغاك.

     ان السياسيين في بلد مثل العراق يحتاجون الى نموذج خطابي مدروس وكلمات محسوبة بدقة لكي يضمن النجاح في حصد نتائج جيدة ،  وفي خضم هذه المتضادات والاختلافات وكمثال حيٌ قد نجح النجيفي أو قائمته ( متحدون ) حينما طرح موضوعة تمدد الاكراد على المناطق العربية في الموصل وكركوك وديالى وبهذه القضية استطاع ان يحصد الصدراة في الانتخابات.

     لكن في ذكاء محسوب او من محض الصدفة تمكن النجيفي من تحقيق الرضا وبناء علاقات جيدة مع الاكراد وسحب معه اغلب  جمهوره الذي صوت له لمواقفه مع الاكراد في اتجاه ترسيخ هذه الفكرة التي تؤكد على اهمية تنظيم علاقة طيبة مع الاكراد في مواجهة خطر الشيعة في الوسط والجنوب ساعد في ذلك غباء الخطاب الاعلامي للحكومة في علاقتها مع الاكراد.

     ونحن امام انتخابات مقبلة ماذا سيفعل النجيفي ليبقى في الصدارة ، هل سيعيد طرح المظلومية العربية في المناطق المتنازع عليها ؟ ام سيطرح موضوعة اخرى او سيطرح قضية ضبابية يحاول عبرها السيطرة على جمهوره الغريب والصعب والذي يريد كل شيء من دون ان يسمح لك بفعل اي شيء.

     على الرغم من ان جمهور النجيفي بات اليوم اكثرُ وعيا من ذي قبل لكنه مازال صعب الاقناع لان اغلبهم يعتقد انه يعيش في ظل نظام غير شرعي محكوم من اجندات خارجية ويبني كل اراءه على وفق هذه الرؤية فحينما تم اجتثاث المطلك ارتفعت اسهمه في المنطقة الغربية وحصد 23 صوتا وحين ارتمى في احضان المالكي هبط سوقه الى الدرجة التي جعلت جمهوره يضربه في الاحذية .

امام هذه التحديات ماذا سيفعل النجيفي او لنقل ماذا ستفعل قائمة متحدون لكي تحافظ على مستوى اصواتها اومقاعدها في البرلمان  ؟ هل ستطرح مظلومية السنة من الحكومة او تعيد الكرة مع الاكراد او تتوسط الخطاب الهادئ ، خيارات متعددة احلالها مر.

فلو كسبت الشيعة خسرت السنة ولو كسبت الاكراد خسرت العرب ولو كسب المالكي خسرت الصدر ولو خسرت الحكيم فلن تكسب المالكي  ولو كسبت المالكي خسرت الجمهور السني ولو كسبت  حركة التغير خسرت حزب الطلباني ......!!!.

اذ ماذا ستفعل متحدون امام خصوم محليون اقوياء امثال المطلك والحزب الاسلامي واخرين مغمورين وخصوم على مستوى البلد امثال القانون والصدر والحكيم والبارزاني والتغيير ودول جوار متناقضة فلو كسبت ايران ستفقد تركيا والخليج ولو كسبت الخليج ستخسر ايران ، ومن ثم كيف توازن بين شعب قسماً منه يعد القوات الامريكة محررة والقسم الاخر يعدها محتلة ؟!! وللحديث بقية .