سوريا ارض الفرقة الناجية والطائفة المنصورة

 

 

 

 

 

 

ارتطم  حلم الربيع العربي في البلاد العربية التي بحث وعشقت حرية الحياة في مخيلتها وشعرها وأدبياتها   بحجارة المسلمين التي ملئت كل الطرق وأغلقت كل السبل وأنهت كل النقاشات للخروج من تراكمات الأنظمة الشمولية التي رسمت وقننت وتفننت في تدعيم أنظمتها البوليسية التي تقوم أساسا على مبدأ  فجوة القيم  والواقع     وتطبيع الناس  على التفكير المستمر بالمؤامرة والدسائس  ورسم صورة لبطل يقحم حشرا في عقول الناس  يكون هو الواهب والراهب  والقاضي والمعاقب وبديلا من الله سبحانه على أرضه .

سوريا الجريحة بكل ما حملته وعانته من جراح وفقر وتذويب للمواطنة  وانتقالها من دولة جاذبة للكفاءات إلى دولة لا تستطيع أن توفر لقمة العيش لطفل صغير تراها قبل هذه الأحداث لديها نوع من الأمن  الاجتماعي وبقية محافظة على مورثوها الثقافي  ومساجدها وعاداتها وربوعها الخضراء.

حتى جاء اليوم الموعود وضربها موج الهرج العربي الجديد وبداية التقسيم  والتنظيم للدولة اليهودية على أساس إدارة الفوضى الداخلية  بين شتى الأطياف  العربية الممتدة وبحكم الحمية الجاهلية التي يتمتع بها العرب سيكون للربيع  العربي وجه آخر .

ومعلوم لدى القريب والبعيد  أن المجتمعات بكافة تشكيلاتها واختلاف تنوعها في أوقات الرهبة والخوف والضعف تلجئ إلى المنقذ  الذي يتولى الأمور كلها ويقول للشئ كن فيكون  ,يوفر الكهرباء ويملئ الجيوب ويغطي العيوب وينصر الجيوش ويبطش بالظالم وينعش المسيرة ويخلد الأمل.

إن الربيع العربي احدث فجوة ثقة بين الحكومة والشعب ..وكما  تعلمنا نحن العرب  أن نثور وننثر البثور في وجه المقابل برأي جسور وأننا الأمة المنصورة والفئة الناجية التي تخرج من بين 73 ثلاثة وسبعين فرقة   تصرف  ثوارنا على هذا النسق .

فشكلوا أحزاب وتيارات على أساس طائفي لايؤمن  بالرأي الآخر أو الحق المشترك للحياة  مع الناس على أساس الإنسانية والمديونية بالولاء  للوطن بل على أساس أنهم صالحين والبقية طالحين ....

وتحولت الاشعارت الرمزية للثورة العربية من(( سلمية ...سلمية )) إلى حرية  إسلامية ... وتحشد الحشد ..وانتشر الخبر ..وصارت سورية العربية ..ارض عسكرية ....جمعت كل متطرفي الأرض إليها ..وهب الذين يؤمنون بأنهم امة منصورة وفئة ناجية للتقاتل على ارض ليست أرضهم وجهاد حكومات لا يعرفون عنها شيئا ولا تعرفهم ..

وشعارهم إن تنصروا الله ينصركم ......العالم اجمع انتهز هذه الفرصة الجميلة للتخلص ممن يشجعون فكرة الناجية والمنصورة وساعدوهم بتحويل ارض سوريا إلى محرقة معتبرة ومنطقة تمرين تعبوي حي للجهاد في سبيل الله ضد عيال الله وقتل كل جميل فيها .

التحق المجاهدون وصالوا صولاتهم ضد أطنان الحجارة والقبور والمساكن والدور وافتعلوا أزمة دولية دعت الطرف الأخر أن يتدخل بها .

وتحولت القضية إلى محور سني  برعاية الخليج العربي ومحور شيعي برعاية الخليج الفارسي .....وانحرف مسار إسقاط النظام إلى  قتال الفرس والمشركين  وكأننا نعيش فلم الرسالة لعباس العقاد رحمه الله تعالى  ماما خلا  اختلاف الزمان ومثلما عودتنا روسيا أن تدافع عنا حتى ترفسنا بأخر لحظة

يشرد يوميا  آلاف الناس وتسبى  وتقتل وتحرق بيوتهم وتقطع أرزاقهم   والكل يدعي انه طائفة ناجية وستكون منصورة  ولكن ماهو الهدف وما هو مبدأ العداءغير معروفيتغير بتغيير الأزمان حتى صار عادة وسلوك متبع .

كلا المتصارعين يئن من الفوضى والألم والخسارة ولكنهم لايؤمنون بالحوار والتفاوض والتوافق على المشاركة في الحياة العامة  ويريد ا يستوي على سدة الحكم فهو طائفته منصورة ومن امة ناجية .

الدول الغربية ليس من مصلحتها فض النزاع الحالي فهي تريد  ان تغير خارطة المنطقة وتوسع النفوذ الصهيوني بأقل الكلف وأسرع السبل وسيبقى الحال على ماهو عليه , أمريكا تمد بالسلاح وروسيا تنعش اقتصادياتها ببيع السلاح إلى كل من العراق وإيران لتعزيز الترسانة العسكرية  السورية ضد أي اعتداء محتمل (نظرية المؤامرة ) وأولا وأخيرا سينتزع الحكم من بشار الأسد  وهي اللحظة التي ستتغير بعدها أحداث التاريخ في كلا من العراق وإيران .

و وسيبقى المؤمنون من المسلمين أبناء الطائفة الناجية السنية  بالجهاد والقتال والصولات والنضال ضد الطائفة الناجية الشيعية  وأرضهم سوريا والعراق والشرق العربي المعطاء الذي لايؤمن بالحياة والبقاء بل نظريته مبنية على القتل والعداء  تحت مسمى الشهادة والطائفة العوجاء.

الحقيقة أننا لا نرضى بالرأي الآخر.

من بغداد المنصورة 

وليد فاضل ألعبيدي 

2013-09-27