سامري العراق (دموع الدجل)

 

دموع حواء، أم دموع التماسيح، أم دموع الثكلى، أي دموع ذُرفت أثناء الخطابات والتكهنات والاستعراضات الكلامية، يوم توقيع ميثاق الشرف؟. 
فالتلاعب بالألفاظ، وبمشاعر الناس والضحك على ذقونهم، والاستخفاف بأحزانهم، وفلذات أكبادهم التي أزهقت أرواحهم نتيجة الصراع السياسي القائم في العراق، بدعوى البكاء عليهم، ما هي إلى مزايدة رخيصة وقذرة، تصدر من رجل اجمع العراقيون على كرهه.
-صمت دهرا ونطق كفرا- فيا محترم ومدعي الفضيلة، أنت معني بإراقة دم العراقيين، والتفرقة بينهم، هل نسيت حادثة جسر الاعظمية وشهدائها، أم نسيت لأجل دعايتك الانتخابية حين أعلنت أن ضحايا جسر الأئمة (شهداء) ويمنحون مبلغ عشرة آلاف دولار لكل شهيد، ولم تفي بوعدك، وفرقت بين أبناء الجلدة الواحدة فاحدهم جعلته شهيد والآخر ضحية.
هل تبكي حقاً؟، لا تثريب عليك اليوم، فالإسلام يجب ما قبله، والتوبة النصوح بشّر بها الله سبحانه وتعالى، ولكن يوم الميعاد الذي لم تتحمله، سيأتي الشهداء يسألونك وأعوانك، بمَّ قتلتني؟ هل لديك جواب؟ هل ستقول بصراحة وكل جرأة -والله قربك ويعلم ما في خفايا النفوس-، من اجل السلطة والمال.
ما لذي حدث؟ هل تذكرت الشهداء الآن؟ هل غابوا عن ضميرك، وصحوت الآن، الوووووووووووووو، (شنو ماكو جواب، شحن مابيك، شبكة ماكو)، (عرفت)، تستحي أجاوب، وتخاف تعترف بذنبك، لا باس، أنت الآن خائف ومستحي من الاعتراف أمام البشر، ( البشر خفت منه والله ما خفت منه).
شنشنةٌ اعرفها من أخزمي       وهل تلد الحية غير الحية
لا اصدق دموعك، فأنت أنت نفس الذي غوى أبي وأمي وأخرجهما من الجنة، فكيف تتغير، والجذور معك أزلية، فانا ارحل وأنت باقي، تؤدي واجبك إلى يوم الميعاد.
الستُ من جاء بسترته الزرقاء قصيرة الأكمام وشسع نعل مقطوع، مع الدبابات الأمريكية ومدافعهم التي قتلت أبناء بلدي، والآن تتباكى عليهم وتستهين بدماء أولادي، - أبيتُ اللعن-.
 الآن بدأت البكاء والعويل، بدموع الدجل، وافق النفاق البعيد، وبدأت تترحم على ضحاياك، - لقد ألزمتني الحجة لأجيبك- الجواب: قربت الانتخابات، (وانته حكيت خشمك، أتريد أسوي شعبية، يعني حلاوة بكدر مزروف، فقلت خلي اذبلي دمعتين، واضحك عليهم مثل ما ضحكنه عليهم قبل)، وترجع تحكمني بشفافية، وترجعلي الطائفية.
 وخلاصة قولي ومن أعماقي اصرخ وأقول: خذ ميثاقك وجفف به دموعك، وزايد عليهما في سوق النخاسة، فأنت موسوم على جبينك بامتياز، سامري العراق.