شعوب تصنع الحياة.. وشعب لازال يتغنى بالماضي |
شعوب تصنع الحياة ... قنبلتين نووية على مدينتين .. هيروشيما وناكازاكي .. ضحايا مئات الآلاف بلحظات .. إضافة إلى ملايين القتلى في الحرب العالمية الثانية سبتمبر عام 1945م وقعت اليابان وثيقة الاستسلام للحلفاء دمار في البنية التحتية بالكامل .. ولاوجود لأي موارد طبيعية وثروة نفطية هزيمة نكراء وخسائر بشرية هائلة ودمار غير محدود .. أسبابًا حقيقية لتموت تلك الدولة بمن فيها .. لكن العزيمة والإرادة كانتا تملآن نفوس اليابانيين خُمس مساحتها لا يصلح للاستغلال ، فلجئوا إلى زراعة كل أرض فضاء في المدن المهدمة كي يحصلوا على لقمة العيش .. نعم لقمة العيش فقط ماذا عملت اليابان بنفسها لتصل إلى ماوصلت إليه اليوم ؟؟؟ التزمت بالحياد السياسي إتخذت هذا الشعار (( إذا كان العالم يلهو فاليابان تعمل )) وتوجهوا بكل قوة نحو 1- التعليم 2- التربية 3- الإدارة بعد شهر واحد من وقف الحرب بدأت الدراسة على أنقاض الخراب والدمار ...... إعتبروا التعليم خدمة وطنية وواجبًا قوميًا يتجاوز أي جهد فردي أو فئوي خاص احترام التقاليد الأخلاقية الاجتماعية الموروثة ونشر آداب التعامل والإحساس بالعيب المجتمعي الصدق والأمانة في كل شيء . الغش محرم . الإخلاص في العمل والتهاون محرم . الولاء فقط للمؤسسة التي يعملون فيها والوطن تقديس العمل .. واعتماد مبدأ الكفاءة .. والاهتمام بالتنمية البشرية و تطوير الذات إشاعة نظام مجلس الخدمة العامة .. هذا النظام يستند إلى فلسفة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب عام (1960) أي بعد (15) سنة فقط .. شهدت اليابان طفرة إقتصادية أطلق عليها بالمعجزة الاقتصادية .. وضرب لنا أروع الأمثلة في التماسك المجتمعي .. وواحد من هذه الأمثلة : وافق الموظفون والمدراء في شركة (مازدا) عام 1970 وشركة برانيف عام 1980م عند تعرضهما للخسارة ، وافق العاملون على تحمّل قسط من هذه الخسارة . فقد تنازل موظفو شركة (مازدا) عن 50% من رواتبهم ومكافئآتهم كما وافق موظفو شركة برانيف للطيران على اقتطاع 90% من رواتبهم لسد العجز في الشركة اليوم .. اليابان واحدة من أكبر ثلاث قوى اقتصادية في عالمنا المعاصر وعذراً إذا ماقلت ليس لنا أسم في قائمة التحضر العالمي لأننا شعب إمتهن حرفية التراجع على أنغام سمفونية كنا سابقاً .. وسنبقى سابقاً |