تسويغ الفقر في الفكر و التراث الديني

 

 

 

 

 

 

ان التراث الديني دعا للزهد و قلل من اهمية هذا العالم فاسماه"الدنيا"، و "البسيطة". وقد ورد في كتاب احياء علوم الدين للغزالي في مرحلة رسوخ المؤسسة الدينية اقوال تمجد الفقر و تعتبره فضيلة رغم قول النبي"كاد الفقر ان يكون كفرا" مما ورد في كتاب احياء علوم الدين من اقوال واخبار واحاديث تمجد الفقر ما يلي: "يدخل فقراء امتي الجنة قبل اغنيائها بخمسمائة عام" ، " ان لكل شيء مفتاحا ومفتاح الجنة حب المساكين و الفقراء لصبرهم ، وهم جلساء الله تعالى يوم القيامة" ، "احب العباد الى الله تعالى الفقير القانع برزقه" ، "اختار الفقراء ثلاثة اشياء، واختار الاغنياء ثلاثة اشياء، اختار الفقراء راحة النفس و فراغ القلب و خفة الحساب، واختار الاغنياء تعب النفس وشغل القلب وشدة الحساب"، "الجوع عند الله في خزانة لايعطيه الا لمن احبه"، "اذا رأيت الفقير مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين"
وقد جاء التراث الصوفي و الشعبي ليؤكد على الزهد في الدنيا وعلى الصبر فيقال لنا :"القانع غني وان كان جائعا" ، "القناعة كنز لا يفنى" ، "الحكمة في البطن الخالي" ، "الصبر من الايمان بمنزلة الراس من الجسد" ، "حقيقة الحرية في كمال العبودية"، "ساصبر حتى يعجز الصبر من صبري" ، "الفقير حبيب الله"، الغلبان من عيال الله، الفقر زينة.

ويروي حسين فوزي في كتابه "سندباد مصري" اسطورة تقول ان مصر قسمت الى اربع وعشرين حصة، اربع منها للسلطان، وعشر للامراء، وعشر للجند، وعندما تساءل احدهم اين نصيب الشعب، قيل له :"للشعب الحصة الخامسة و العشرون ومكانها مملكة السماء"

ولكم ان تراجعوا ذاكرتكم من خلال المشاهد اليومية فيما يتداوله الناس عند رؤية انسان فقير، وما ينطلق من افواههم في تبجيل الفقر واعتباره من وسائل التقرب الى الله وطريق الجنة وهو كذلك من مهذبات النفس ومن محفزات الايمان.