ذهبت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من أربعة أقداح من القهوة الغنية بالكافيين يومياً تقل لديهم مخاطر الوفاة بسرطان الفم والحلق بمقدار النصف بالمقارنة بمن لا يشربون القهوة أو من يتناولونها بغير انتظام. إلا أن الباحثين يرون ضرورة القيام بمزيد من الدراسات لتأكيد تلك النتائج. ولكن في هذه المرحلة يمكن اعتبار نتائج تلك الدراسة خبراً سعيداً لمحبي القهوة إلا أنها ليست بمثابة دعوة لتناول القهوة بمقدار أربعة أقداح باليوم.
وقد نشرت نتائج هذه الدراسة، التي كتبتها جانيت هيلدبراند من جمعية السرطان الأمريكية، بالجريدة الأمريكية لطب الأوبئة.
يذكر أنه من النادر ما يتم تشخيص مرض سرطان الفم والحلق في مراحل مبكرة من المرض لأن أعراضه عادة لا تظهر إلا بعد تقدم المرض. كما يمكن الخطأ في تشخيص الأعراض مع مرض آخر مثل آلام الأسنان.
وأحياناً ما يتم تشخيص المرض أثناء فحص دوري من خلال الطبيب أو طبيب الأسنان. بل إن بعض الأطباء ينصحون بالنظر في المرآة لفحص الفم كل شهر للتعرف على أعراض المرض مثل وجود تقرحات لا تشفي أو ألم بالفم لا يتوقف.
وأكبر مخاطر الإصابة بالمرض تتمثل في التدخين وشرب الكحوليات.
وقد أشارت دراسات سابقة لتأثير القهوة في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الفم والحلق. ويرى الباحثون أن السبب ربما لا يرجع لمادة الكافيين بالقهوة بل لكونها غنية بالمواد المضادة للأكسدة التي تساعد في الوقاية أو إبطاء تطور المرض.
في الدراسة الحالية، استعانت الباحثة هيلدبراند ببيانات من دراسة الوقاية من السرطان 2 التي بدأت عام 1982 والتي اشتملت على بيانات عن أسلوب حياة وصحة 968,432 رجل وامرأة بأمريكا بما في ذلك تناولهم للشاي والقهوة.عند بدء الدراسة لم يكن أي من المشاركين يعاني من مرض السرطان ولكن بعد 26 عاما من المتابعة توفي 868 شخصا بسرطان الفم والحلق.
عندما حلل الباحثون تناول أفراد العينة الشاي والقهوة وعلاقة ذلك بحالات الوفاة بهذا المرض, تبين أن من شاركوا في الدراسة وكانوا يشربون أكثر من أربعة أقداح من القهوة يومياً كانوا أقل عرضة للوفاة بسرطان الفم والحلق بنسبة 49%. ولم تتأثر الصلة بالنوع أو كون الشخص يدخن أو يشرب للخمر.
من هنا خلص الباحثون إلي وجود علاقة بين مقدار تناول الشخص للقهوة التي تحتوي على مادة الكافيين وبين معدلات الوفاة بمرض سرطان الفم والحلق. إلا أن هناك حاجة لبحوث أخرى تكشف عن التقنية البيولوجية التي من خلالها تساعد القهوة في الحماية من هذا المرض المميت.
ربما يكون هناك تأثيرات سلبية للقهوة تحول دون التوصية بتناولها بشكل كبير للحماية من السرطان. كما أن هذه الدراسة تتحدث عن نوع واحد من السرطان. لهذا يظل هناك حاجة لمزيد من الدراسات المتتابعة قبل تأكيد فكرة تناول القهوة للوقاية من السرطان.