البواسير هي جمع كلمة باسور ومثلها الناسور , وهي إحتقان في الأوردة المتشابكة في نهاية المخرج أو المقعد أو الشرج. فعندما ينحبس الدم فيها , تتمدد وتنبعج من تحت الجلد أو الأنسجة التي تحيطها. ونلاحظ إحتقان الأوردة في السيقان , والتي نسميها "الدوالي".
وأول مَن تفنن في مداواة وجراحة البواسير هو "الرازي" , ولديه عمليات جراحية معروفة ومتميزة , وقد برع في ذلك وسبق عصره.
وفي الزمن المعاصر , تمكن الطب من توفير الآلات والمهارات العلاجية المتطورة للبواسير , حتى صارت عملياتها تجرى في العيادات الخاصة , ولا تستغرق إلا بضعة دقائق , وذلك بوضع حلقات مطاطية حول الأوردة "المتبوسرة" في البواسير الداخلية , وأما الخارجية فيتم علاجها بعمليات بسيطة وسهلة , ولا تستدعي الرقود في المستشفى إلا فيما ندر.
ومهما كانت نوعية وتقنية عملية البواسير , فأنها لا تكلف إلا بضعة مئات من الدولارات أوما يقابلها بالدنانير , وإن شئت وبذخت فأنها لن تتجاوز البضعة آلاف.
لكننا نقرأ عن كلفة مليونية لعملية بواسير , وهذا يشير إلا أننا لا نتحدث عن بواسير شرجية , وإنما عن بواسير دماغية.
فهل يُعقل هذا الكلام؟ وهل لدى المتحدثين ما يُثبت كلفة عملية كهذه , ومَن الذي أجراها , وكيف سوّغ لنفسه تقاضي هذا المبلغ؟! وكيف قبِل المريض بدفعه؟ ومن أين جاء به؟
هذا الذي نقرأه , أما أن يكون هراءً , و "تسفيط حجي" , وأكاذيب ويسعى لغايات أخرى, أو أن هناك بواسير مرعبة في الأدمغة , بحاجة إلى تداخلات علاجية فورية؟!
أعينوننا على الفهم , فقد أصابنا الغثيان مما نقرأ؟!!
|