بابا نويل.. في غير موعده |
جمعينا يعرف من هو بابا نويل أو سانتا كلوز كما يسميه الغرب أنه الرجل الملتحي الذي يظهر في رأس السنة مع أعياد الميلاد, بعربته المميزة التي تسحبها الغزلان وببدلته الحمراء التي ترسم مع منظر الثلوج المتساقطة لوحة رائعة, ليعلن عن بدء السنة الميلادية الجديدة ويبدأ بتوزيع الهدايا على الناس عموماً وعلى الاطفال بوجه خاص ممن احسن منهم التصرف طوال العام هذا هو المتعارف عن بابا نويل في العالم العربي والغربي,لكن في العراق يختلف الوضع تماماً أذ أن مواعيد ظهور سانتا كلوز تختلف عن مواعيده في أوروبا,وهذا ليس بغريب أذ أصبح كل شيء مختلف في العراق فنلاحظ ان بابا نويل لا يظهر في رأس السنة,ولا حتى في الأيام العادية لكن هناك من ينوب عنه من بعض الساسة الذين يبادرون بتقديم الهبات والعطايا لكن ليس في رأس السنة الميلادية,وأنما قبيل موعد الانتخابات اياً كان نوعها سواء كانت أنتخابات مجالس محافظات,أو انتخابات برلمانية وتزداد قيمة العطايا مع أهمية ونوع الانتخابات, فسرعان ما يبادر المسئولين الى النزول في الشوارع وتفقد أحوال الناس وتقديم الوعود التي دائما تسبقها السين والسوف, بينما أبوابهم مغلقة طوال العام بوجه المواطن الذي يسعى للوصول اليهم بشتى الطرق,وتبدأ مع اقتراب موعد الانتخابات اطلاق القروض والدرجات الوظيفية,وأعلانات عن توزيع قطع الاراضي واعلانات عن زيادة الرواتب وغيرها من الوعود التي لها أول وليس لها آخر,وكأن هوية المواطن العراقي وأبسط حقوقه أصبحت مناطة بمدى منح صوته في الانتخابات للمتسلقين على أكتاف الناس وحاشيتهم الذين جربوا سلطة الكراسي,وسرعان ما أصبحوا عبيداً لها تتحكم بهم كيفما تشاء,لذا فأنهم يسلكون كل السبل والوسائل للحفاظ على الكراسي حتى لو كانت أحد هذه الوسائل التحكم بحاجات الناس وحقوقهم التي يجب ان تتوفر طوال العام لا في وقت الانتخابات فقط أن التفكير في التعامل مع الناس على اساس التحكم بمصائرهم يدل على مدى الأستهزاء بعقول المواطنين الذين باتوا يعرفون متى يظهر بابا نويل ولماذا يظهر في مواقيت مختلفة في العراق عن مواعيد ظهوره في دول العالم الأخرى؟ |