خبر اوردته الوكالات بعنوان " نقابة المعلمين تقلد رئيس الوزراء "درع الوفاء وسط أهازيج بـ"الروح بالدم نفديك يامالكي" "* نزل كالصاعقة على من يرصد مسار التحولات الثقافية في المجتمع العراقي ، فهذا الخبر ينبيء وبقوة عن سعي السلطة المتمثلة بالسيد المالكي لانتهاج منهج الطاغية صدام ، فعلى حد الذاكرة بدأت صناعة الطاغية صدام قبل تسنمه رئاسة الجمهورية وحينما كان نائبا بشعارات مثل صدام اسمك هز امريكا وغيرها من الشعارات الى ان وصلنا الى شعار بالروح بالدم نفديك ياصدام وها نحن نعيش نتائج مرحلة صدام البغيضة... سقط صدام بعد ثمن اكبر مما تخيله احد منا ، سقط باحتلال امريكي حطم جميع مقومات الدولة العراقية ويزيد التحطيم دمارا حينما وضع نظاما سياسيا تحاصصيا على اساس المكونات العرقية والطائفية ، وسمى هذا النظام بالديمقراطي وهو ابعد ما يكون عن الديمقراطية وثقافتها ، ولان شعبنا كان ولا زال ضحية ثقافة الديكتاتورية الصدامية كان على من تسلم مقاليد الامور في البلاد ان يضع خطة لاشاعة ثقافة الديمقراطية والقضاء على ثقافة الديكتاتورية ، وكان التساؤل والاستغراب يطالنا حينما نجد ان الطبقة السياسية لم تحرك ساكنا في سبيل الاستبدال الثقافي هذا ، وكنا نعطي الاعذار لا عن قناعة بل عن تعلل بان مشاغل الطبقة السياسية فيها من الاولويات التي تجعلها تؤخر عملية الاستبدال الثقافي في المجتمع والدولة.... سمعنا اتهامات كثيرة بان المالكي دكتاتور ولم نعر هذه الاتهامات اهمية ظنا منا انها تأتي في سياق لعبة التنافس االسياسي ، وقرأنا كثيرا لمقالات سفيهة ومتخلفة مستوحاة من ثقافة البعث تمجد المالكي وتجعله في مصاف القادة الذين لم يجود الزمان بمثلهم ، بل ولعشق العمق الاجتماعي للزعيم الكريم رحمه الله جعلوا المالكي صنوا لقاسم على الرغم الفارق بينهما والذي يعادل الثرى من الثريا لنزاهة قاسم وتعففه وعدم تسلط جماعته واقاربه على مقاليد الدولة واموالها ... والمأسآة الحقيقية ان يطرب المالكي لاهازيج بالروح بالدم نفديك يامالكي من افواه معلمي العراق ، مأسآة ان تكون صورة المعلم هذه يرصدها المالكي ولا يعترض عليها ، فاذا كان المعلم العراقي مشبع بثقافة الديكتاتورية فماذا نتوقع من الاجيال التي تخرج من تحت يديه ، نعم انها المأسآة الحقيقية ان يكون معلمنا العراقي بهذه الصورة المتخلفة والمدمرة للشعوب والاوطان ، ويقال ان تشرشل سأل وزيري العدل والتعليم عن حال القضاء والتعليم وحينما اجيب انهما بخير قال اذن بريطانيا بخير ، وحينما نجد واقعنا العراقي وحال قضاءه وتعليمه فكيف نطمع بدولة القانون والديمقراطية... ربما المطبلين والرادحين للسيد المالكي يجيبون باعتراض ان المالكي غير مسؤول عن المعلمين ونقابتهم الذين هتفوا بشعار بالروح بالدم نفديك يامالكي نقول لهم وكيف سمح المالكي لنفسه ان يصمت ولا يقوم بقول او فعل رافض لهذه الثقافة التي يدعي انه حاربها طيلة تاريخه الجهادي ، ومادام لم يجد هؤلاء المعلمون المشبعون بثقافة الديكتاتورية الصدامية اعتراضا من رئيس الوزراء فسوف يزداد انتشار هذه الثقافة وتزداد ترسيخا وتأصلا في المجتع لنصحو على شعار قائد الضرورة المالكي واذا قال المالكي قال العراق.... لهذا فان سقوط المالكي ومعاقبة كتلته بعدم انتخابها ضرورة ديمقراطية لفسح المجال امام ثقافة الديمقراطية لعلها تنمو وننعم بدولة القانون فوق الجميع حقا وحقيقة لا شعار يستبطن استثناء المسؤول ومن يمت اليه بصلة .
|