مرة اخرى سيتم الاحتيال علينا ومرة اخرى ستتم سرقتنا في وضح النهار ومرة اخرى سيوهمونا بديمقراطية يسرقونا بها ويستمرو معها ومن خلال تواجدهم بفضلها سيفخخون الشارع العراقي ليصار الى اعادة انتاج الارصفة الحبيبة المقاولة الاثيرة في حكومات بعد السقوط كما يتم معها اعادة انتاج المقابر الجماعية والكواتم والاعتقالات العشوائية هنا وهناك والاشراف على اغلاق ماتبقى من اطلال الصناعة العراقية وفتح الباب لغزوات التصحر دون اي مجابهة تذكر مرة اخرى سيتم انتاج الازمات وفتح المنافذ للتدخل الاقليمي لنبقى كما نحن بقرار مصادر من حكومة ظل لطهران او من معارضة ظل لقطر وتركيا مرة اخرى ستتشكل في كل يوم ميليشيا وفي كل يوم سيأتون الينا بعمامة سوداء او بيضاء عثمانية او علوية الهوى تطالب بقتلنا وبالقصاص منا لاجلنا فلا حياة لنا الا بموت ينتظرنا ولاغد ينتظرنا الا الى حيث يشاءون ، مرة اخرى ستنتشر السيطرات وتغلق الطرق لتمر مواكبهم ويزداد الوطن صفرة لتخضر المنطقة الجرباء مرة اخرى سنظل نلوك بنفس الآهات والتأوهات والوجع الذي لم يغادرنا يوما نتنفس ترهاتهم وثرثرتهم ويسطرون في ذاكرتنا تفاهاتهم وسقمهم وعللهم ، مرة اخرى يحاولون ان يضعونا حيث يشاءون ، حيث يستفيدون ويتخمون وحيث نجوع الى مستقبل ونعطش الى غد نأمل فيه خيرا دون ان نراه اللعبة الجديدة القديمة اللعبة التي انتجتهم والتي يحاولون اعادة فصولها لاعادة انتاجهم هاهم يتشاكلون ويتشاكسون ، يتجادلون ويتناطحون وفقا لسيناريو اتفقوا عليه يستغلون الاعلام الذي يطاردهم طلبا للعيش والاسترزاق يملئون شاشات التلفاز ، اولهم يتهم الثاني ، والثاني يحذر من خطة اعدها الاول للاستئثار بكل شي ويأتي الثالث ليتلوا علينا آيات الدستور والقانون وليختمها بأنه لاحول لنا ولاقوة والى تفسيره راجعون حكاية تعيد فصولها والغد الذي يأتي أمس عشنا ساعاته على مضض ومرارة تجرعناها حد الجزع قانون الانتخابات قانون الذي انتخى بات مهزوما مسروقا مقتولا ممن يعتقد انهم اهلا ليستجيبوا الى انتخائه بهم .. في الامس انتخبنا لتؤكد المحكمة الاتحادية بعد اكثر من سنة ان القانون ليس قانونيا وانه ينسف روح الدستور .. ولكن كان لابد من تمريره اذ لابد من اجراء الانتخابات حتى وان كان بقانون يتجاوز على القانون وهكذا صعد الى البرلمان من ارادو وراح اكثر من انتخبناهم الى الرصيف . في غفلة كنا .. وها نحن نعيش نفس الغفلة .. وها انا اقف بينكم واتنبأ بكسوف آخر لديمقراطية لم تطل علينا شمسها يوما .. قانون الانتخابات الذي دائما تتم مناقشته في الايام الاخيرة كي لانقوم بالاعتراض او اجراء اي تعديل عليه .. بحجة ان الوقت ماعاد يسمح وان اي تأجيل لاقراره سيجعل البلاد في فراغ دستوري ، وعلى نسق المؤمن لايلدغ من جحر مرتين ، فالوطن لايخدع بذات القانون مرتين ، كسوف سيأتي ليبقى الوطن بلاشمس تكشف ماتخفيه الظلمة التي تلفنا . انه كسوف في بلد قرروا ان لاشمس فيه..
|