إحذروا... لعنة التاريخ

 

للشباب عنفوانه ورغباته الجامحة ونزواته التي طالما تمردت على الأعراف والتقاليد ناهيك عن الشرائع السماوية ، هذا بالطبع إن لم يكن هناك رادع ٌ أو وازع ٌ ديني ... على أي حال تبقى الأعمال بخواتمها ، لذا تتجلى لنا الصورةُ واضحة بلا غبش إذا ما تدبرنا ما ورد في جانب من حديث المصطفى ( صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ) حين يُسأل العبد بين يدي المولى جل في علاه : شبابك َ فيما أفنيت ؟؟؟

لكن تبقى لأيام الصبا والشباب صولاتٌ وجولات تترك في نفوسنا مشاعر جياشة مابين شوق وحنين ... غصات وعبرات ... حسرات وندم ، لعل هذه الكلمات تسعفنا : قف يا قطار العمر رحماك لا تسري .. فإني تركتُ حبيب القلب في سفرِ ...شُلت دواليبك العرجاء ما ارتحلت ...في اغترابها بين الأوحال والمطرِ ...

ومن الشعراء من تمنى أن يعود الزمن أدراجه ولو لساعات وأيام : ألا ليت الشبابُ يعودُ يوماً ... فأخبره بما فعلَ المشيب ....

ما يعنينا هنا جمعتني الأقدار بصديق قد مَن الله ُ عليه بجمال الصورة ويكأن محاسن يوسف الصديق (عليه السلام) قد حلت في محياه وكُلل هذا الجمال بالزهد والورع (هذه بالطبع حاله اليوم على النقيض مما كان عليه في صباه) ، وعودةٌ على ذي بدء فقد مر بتجربة نستلهم منها الدروس ُ والعبر فكان صاحبنا من بين كوكبة من الشبان الذين اُرسلوا إلى ألمانيا في ثمانينات القرن العشرين للحصول على درجة الماجستير في تخصص معين .

ومعلوم ٌ أن الأمر يحتاج إلى كورس لتعلم اللغة الألمانية فكانت مشيئة الله أن يحط هذا الشاب رحاله ضمن عائلة ألمانية مؤلفة من شقيقتين وأمهما والخادمة ويــــــا لثورة الشباب إذ إلتقت العيونُ بالعيون مع إحدى الشابات هي الكُبرى ثم تطور الأمر فاُطبقت الشفاهُ على الشفاه وامتدت الأنامل لتداعب ُ ما تشتهي  وتتمناه ..

لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعدى كل الحدود .... فغارت الأخت الصغرى من شقيقتها الكبرى كيف ترفل بملذات الجسد وشهواته ...

 وهكذا لم تسلم حتى الخادمة من حرارة دم إبن ُ العراق علماً أن الأمورتمت بمباركة العائلة الكريمة المضياف !!!!

تتالت الأيام ولم يعُدْ يُرضي فضول صاحبنا هاتيك النسوة بل تطور الأمر مع بنت الجيران إذ بدأت عُرى وأواصر علاقة ماجنة تتوطد مع إبنةُ الجيران ؟؟؟

يقول صاحبنا : عُدتُ ذات يوم إلى المنزل فإذا بوجوه أهل الدارِ وكأن الطيرَ على رؤوسهم ؟؟؟ فتساءلت ما سر ُ هذا الوجوم ؟؟؟ فأتاني الجواب : أن الفتاة التي شرعت بمعاشرتها من عائلة (لا شرفَ لهم ) ؟؟؟!!! فما كان رد فعل ابن العراق الإ أن يقهقه مستغرباً حتى إستلقى على قفاهُ من فرط الضحك !!!

عن أي شرف يتحدثون ولم تسلم حتى الخادمة من براثنه ؟؟؟ فأدار لهم ظهره ...

بعد أيام ومع استمرار الأمر مع بنت الجيران كان ردُ العائلة أقسى مما سلفْ .... فبادرت إحدى الشابات بتوجيه الكلام التالي لصاحبنا وبقسوة غير معهودة : ( إما أن تبقى معنا كسالف العهد أو تغادرنا وترتمي في أحظان عديمي الشرف أؤلئك ) !!! ؟؟؟

قال صاحبنا فتساءلت أني أمارس ذاتُ الفعل هنا وهناك فعن أي شرف يتحدثون ؟؟؟؟ !!! ليبادر بالسؤال : أخبروني ما هي معايير الشرف لديكم ؟ وما سبب تهكمكم على جيرانكم بأنهم عديمي الشرف ؟ فكان الرد : إن عائلة الجيران كان آباؤهم عملاء لدول التحالف حينما اُحتُلت ألمانيا ،،، أنهم عملاء ...عملاء ...عملاء ...والتأريخ لا يرحم ...فكيف الحال بمن يسعى ليجعل العراق العظيم عراق الحضارات والبطولات والأمجاد ضيعة ومقاطعة تتبع لإمبراطورية الأكاسرة التي أكل الدهر عليها وشرب ليكون مرزبان (حاكم لهم) عليها ؟؟؟؟ وكيف الحال بمن يسعى لجعل العراق ولاية تابعة لحكم السلاطين ليكون والياً لهم على العراق ...ختام القول إن كانت الجزائر الشقيقة قد تحررت من الإستعمار الفرنسي بميلون شهيد على محراب الحرية والتحرير إلا أنها بعد جلاء المحتل دفعت أضعاف أضعاف هذا العدد من أذناب المحتل .... فإن كان الله يغفر ويرحم .... فإن التأريخ لا يغفر ولن يرحم ... فـــــــــــــأحذروا لعنة التأريخ