وأد الاشاعة في مهدها

 

البلد يمر بمرحلة حساسة جدا وعلى جميع الصعد، نتيجة الاوضاع الاستثنائية الاقليمية واستمرار الازمة العراقية، بالاضافة الى الحرب المفتوحة مع الارهاب كما ذكرت وزارة الداخلية، وسعي المجاميع الارهابية الى التاثير النفسي على المواطن العراقي من خلال العمليات الارهابية التي تاخذ اشكالا متنوعة ومحتلفة واستهداف جميع المكونات العراقية لاثارة الفوضى واذكاء الحرب الطائفية. وفي خضم هذه المجريات، الشعب العراقي اليوم يواجه حربا اخرى جديدة لاتقل خطورة عن الحروب الاخرى الا وهي حرب الاشاعات او الحرب النفسية التي كثرت في الاونة الاخيرة ويتداولها الشارع العراقي ولاسيما مع بدء العام الدراسي الجديد. وللحرب النفسية وسائل متعددة منها ثارة النعرات الطائفية لتسود الكراهية بين أبناء الشعب، ومن عواملها القلق النفسي، الترقب والتوقع، وعدم الاستقرار وعدم الثقة. وجود أجواء التوتر النفسي التي تخيم على المجتمع. سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي الفراغ الناتج من تفشي ظاهرة البطالة، نتيجة الظروف التي يمر بها البلد، كما لها وسائل وعوامل ان البعض منها تنطبق والواقع العراقي الحالي، الاشاعات اصبحت كثيرة في الشارع العراقي ولابد للجهات المختصة التصدي لها بالوسائل العلمية والعملية وبعث رسائل الاطمئنان للشارع العراقي لزيادة تماسكه ووأد الاشاعة في مهدها لعدم تاثيرها سلبيا على المواطن. وفي الوقت ذاته لايعني هذا اهمال بعض الاشاعات ربما تكون صحيحة لان العدو يتبع كل الوسائل القذرة لايقاع اكبر عدد من الابرياء والتاثير السلبي على المعنويات، وكما حدثت في العمليات الارهابية مؤخرا سواء في استهداف المساجد ومجالس العزاء وملاعب الكره ومقاهي الشباب والاسواق والدوائر والوزارات وغيرها .مواجهة الاشاعة تكون في الجرأة والصراحة مع المواطن الذي يعتبر سندا للاجهزة الامنية في اداء واجباتها. بالاضافة الى تشكيل لجنة عليا او هيئة او اية تسمية اخرى لدراسة الشائعة ومعرفة مروجيها واماكن ترويجها وكيفية مواجهتها اعلاميا لتفعل تاثيرها ايجابيا في المجتمع، من هنا ومن طبيعة المجتمع يجب على رجال الدين في خطبهم التنويه الى عدم تصديق الاشاعات، وكذلك بالنسبة للمسؤولين الذين مصدرالثقة في الشارع وتاثيرهم على الشارع اثناء مواجهتهم للشائعة لتفويت الفرصة على العدو من تحقيق اهدافه الشريرة، وقبل ذلك تاتي مسؤولية افراد المجتمع ذلك بتجنب ترديدها ونشرها بين الناس وضرورة إبلاغ المسؤولين بها فور سماعها حيث يأتيه التوضيح السليم من المسؤولين الذين أبلغهم الشائعات،يجب ان لايخفى عن البال ان بعض الخطابات السياسية تكون من الاسباب الرئيسة لنشر الاشاعة وليس فقط الخطابات هنالك بعض الممارسات الخاطئة لها دور كبير في تهيئة ارضية خصبة لترويج الشائعات في المجتمع. والشائعة لاتقتصر على القيام بالعمليات الارهابية فقط، هناك اشاعة اقتصادية واجتماعية وسياسية، ولتفويت الفرصة على مروجي الاشاعة وعدم تحقيق اهدافها لابد من رص صفوف الجبهة الداخلية وتقوية الاواصر بين افراد المجتمع، وخلق حالة من العلاقة بين المواطن والاجهزة ذات العلاقة.