سطور قد تكون جديرة بالقراءة هي فاتحة لسلسة من الكتابات التقويمية سأربط كل ما اكتب لاحقا بها السعادة الحقيقية ... عبارة يحير في معناها كثيرين ويجري خلفها كثيرين ... ويتوهمها كثيرين !!! لكن هل سال احدنا نفسه يوما ماهي ولماذا اكثر الناس تشكو من عدم السعادة ؟؟ وهل تخيل احد يوما انها موجودة في داخل كل انسان على شكل قيم تعتبر جزء اصيل من الامكانيات الكامنة في الشخصية الانسانية ... حتى اقرب المعنى أكثر سأوضح اكثر ... ابراهام ماسلو عالم نفس امريكي صاغ نظرية متميزة في علم النفس قسم من خلالها الحاجات الانسانية على شكل هرم في قاعدة الهرم تكمن الحاجات التي يشترك بها كل الناس بل حتى الحيوانات وهي الحاجة للأكل والشرب والجنس ( الحاجات الفسيولوجية ) وفي المرحلة الثانية هناك الحاجة الى السلامة الجسدية الامن الوظيفي وامن الموارد الامن الاسري والصحي ( حاجات الامان ) المرحلة الثالثة للهرم هي الحاجة الى الصداقة العلاقات الاسرية و الالفة ( الحاجات الاجتماعية ) ، اما المرحلة الرابعة للهرم فهي الحاجة الى تقدير الذات والثقة والانجاز واحترام الاخرين والاحترام من قبل الاخرين ( الحاجة للتقدير ) . اما قمة الهرم فهي عبارة عن الابتكار والابداع تقبل الحقائق والشعور بالذات وسموها ( الحاجة لتقدير الذات ) .. والان اربط لكم ملخص هرم ماسلو بحياتنا وسعادتنا نحن شعوب القطيع البائسة وكيف نقمع من محيطنا الاجتماعي والسياسي وكيف نقمع انفسنا نحن ايضا .. لو رجعنا الى الهرم وراينا قاعدته التي تمثل الحاجات المشتركة بين كل الكائنات الحية ( الحاجات الفسيولوجية ) . وايضا المرحلة الثانية ( حاجات الامان ) لو دققنا بهذه الحاجات لوجدنا ان سعي الانسان في مجتمع القطيع لا يتعدى كونه اشباعا لتلك الحاجات عمدت الانظمة السياسية القمعية الى محاربة الانسان بحاجاته الانسانية الأساسية حتى تصرفه عن الارتقاء بنفسه وفكره وبالتالي مواجهة مثالبها واخطاءها . من النادر اليوم ان نجد شخصا يحاول الارتقاء بفكره بل نجد ان الناس اصبحت تسعى الى ان تتميز عن غيرها بما ترتدي من ثياب وبما تقتني من سيارات وبما تسكن من بيوت او قصور فارهة والتي رغم امتلاكهم لها اجزم بان اكثرهم يعاني من قلة السعادة او عدمها لأنه ببساطة لا يدرك اين تكمن حتى يتمكن من الوصول لها وهي موجودة في كينونته الانسانية لكنه لا يشعر ولا يفهم ولا يدرك .. يقول ماسلو ان الحاجة الى كشف الحقائق وتأكيد العدل واشاعة النظام مثل هذه القيم والغايات هي اصيلة في الانسان وكامنة في اعماق نفسه .. وانا هنا اقول بانها السر الحقيقي للسعادة وهي عمليا يجب ان تشبع مثلها مثل الحاجة الى الطعام والجنس والامن وفي حالة عدم تحقيقها يبقى الانسان في حالة من الاضطراب الدائمة يجري خلف اوهام يعتقد انها ستحقق له الرضا مثل المال والجاه وغيرها من الامور التي تقع خارج نفسه وكينونته . بموجب النظريات النفسية الحاجات الكامنة في نفسية الانسان هي جزء لا يتجزأ من الامكانات الكامنة في الشخصية الانسانية والتي تبقى في حالة الحاح لحين تحقيقها وصولا الى مرتبة تحقيق الذات والوفاء بكل حاجاتها ودوافعها .. لو سعى كل منا الى ان يتميز بفكره وانجازه لا بما يلبس وما يقتني كيف سيكون حالنا يا ترى ؟؟؟ لنسعى كلنا اذا الى اشاعة النظام وتأكيد العدل وكشف الحقائق حتى لو كنا مستفيدين من نظام فاسد لنحاربه لأنه فاس يهشم كيان الدولة ويمزق نسيجها الاجتماعي ... لندع الحاجات الآنية وننصرف عن الانانية .
|