تعريفٌ بالعشق الفتان!!

 

 

 

 

 

 

ؤلؤة تتشوق للإشراق , تبرق في جوف الأوجاع , تنهض من بطن الجرح , تتحدى قهرا

مطمورا في القاع.

 

فيض الروح والجنان , نبض الوجد والزمان , ملحمة الصيرورة في قلب الأزل , ورحلة الذات في أعماق الأبد , نار و ماء وتراب و سماء , تتنامى في الفضاء.

 

أهزوجة كونية , وصرخة أرضية , ورقصة روح عارية , على مسارح الأكوان الصافية. 

بحر لا تشبهه البحار و وصوت يسافر في الأنوار , وقوة جذب , لعروش البدايات , وتمام الخطوات , في درب الأخطار.

 

أنشودة النقاء , والبهاء , ومسلة الرؤى في قلوب الذرات , وأحلام النداء.

 

تحليق دائب , في آفاق اللامنتهى , وتوحد لذيذ ,  , في دياجير الضوء المتناهي.

 

طاقة خلق , وفعل مجد , وأهزوجة إبداع , وملحمة تفاعل الأحياء , مع الأحياء , وتزاوج الأشياء مع الأشياء.

 

محض إبتداء أو فناء , يجذبنا نحو النهايات , يخرجنا من قيود البدايات , يدفعنا بعيدا , في مدار الأمنيات.

 

يلهمنا معاني الحب السامي , ويطعمنا من شهد العناء والتجلي , ويسقينا من سلاف الأشواق والأمل.

 

أقوى من الجنون , وأعتى من رياح صرصر يكون , يصنع الحياة , ويلهم النبات , النداء الكامن في قلب البذرات , يدفعها دوما , لامتزاجات الإنبثاق , في التربة والماء , يجعلها تتفجر , بطاقات السموق والعلاء , يمنحها حب الصيرورة والعطاء.

 

العشق الفياض في قلب الذرات , يتحدى قيد التراب , ويمنح الفضاء الأرضي لونا أخضر , ويملأ الأفواه بالأثمار , ويجعل الأطيار تغرد بألحان المجد الرباني , وتسبح لخالق الطير والنبات.

 

يحضر فينا , يقبّل وجه الشمس , يحتضن الضياء , ويصلي في محراب ,  الصيرورات المطلق.

لهيب يتحدى الظلام , ويقتل الخمول , ويوقظ الغفاة , من سكرة الضياع والذبول , وهو كون المتعة , وانفجار اللذة , وفيضان الروح , على ضفاف الوجود العطشى , للأمل والحب واللقاء.

 

فجر الأنوار الروحية , ومعبد الآهات الإمعانية , ومدينة النقاء الإيمانية , ومعلمنا في مدرسة , الصيرورة الإيقانية.

 

يتوطننا , يسكن فينا , يحركنا , يسقينا من شوق الكون , يدثرنا بنار الفجر , يهدينا   آلات الأمر , يجعلنا أطيارا في قلب الطير.

 

لا يسألنا , يأتينا ممتطيا , حصان الأجوبة السرمدية , حاملا أزاهير المجد العلوية , ينثر فوق رؤوسنا , عطورا من ماء الحرية , يأخذنا لنجمة , تتهادى سكرى بالحب و قرب الكواكب الدرية.

 

العشق , جواب الأسئلة , المعتقة في أحضان , الأجيال البشرية.

 

عرش الفقراء والجائعين , وتاج البائسين , وجنة اليائسين , وجهنم الحاقدين.

 

إكليل على رؤوس المحبين ,  , حلم من أحلام الأنبياء والمرسلين.

 

كون وأرض , مكان وزمان , منطلق ومنتهى , ورسالة تخترق الأزمان , وتعبر الأجيال

وتسافر إلى حيث موطن الخلود الأكبر.

 

رؤية ما بعد الرؤية , وكلام ما بعد الكلام , وفكرة ما بعد الأفكار , وصرخة لا تسمعها الآذان

بل تعيها الأفئدة , وحواس الإنسان المتحرر , من قيد الأرض النمامة.

 

حب الحب , نبض النبض , جرح القلب , نور العين , يحمينا من أخطار الحقد , ينجينا من أكدار العمر , يهدينا نبضا من نور , يأتينا بالخير الأوفر.

 

العشق , أن تطوف في أودية الوجدان , وتكون موجة في مياه النُهران , وتلامس قلب الشطآن , 

وتستشعر لذة الضفاف , عندما تقبلها الأمواج , ويتسرب الماء , في عروق الذرات والأشجان.

 

إدمان المطلق , وفيه تتجلى آلهة الذوبان , في أكوان الإنسان , وفي أنوار الرحمان.

 

طوفان روحي ,  , وهياج يقيني , وإمعان في الإمعان , يختزن أشواق الصخور , لقطرة ماء تسقيها , فتطلق ما فيها من أكوان.

 

ملحمة تفاعل الأحياء والأشياء , على صخرة نائية , من خوفها ورعبها , تدور لكي تصاب بالغثيان , فتنقطع عن الإحساس , بدياجير المجهول السحيقة , صخرة عجيبة , أسمها أرضنا الحبيبة , نعشقها , حتى نتفتت ونكون , هباءا كونيا منثورا , فدعها تدور , إن استفاقت من دوراتها ستنفجر , من شدة الرعب المكنون , وستلقي بما تحمل في كف اللامعلوم , فهل ستستيقظ 

صخرة لا تشبه الصخور , وهل للأرض عاشق مخبول , يريدها ولا يرغب بمن عليها , لا جواب ....ولكن العشق لا يمكنه أن يغور.

 

العشق , مأوى الأحلام , بيت الأيام , وقلب الكون الخلاق , ينبض في صمت ,يصنع مجد الأشياء , في بحر الكل الخلاق , سر مكنون , بالطيف المدفون , في أحلام الجرح , في برق الروح , ينطلق كالنسر الخفاق , من علياء المجد , يبحث عن معنى ما يعني.

 

رقصة ذرات الوجد , في أحزمة الضوء , المنشوبة في صدر الفجر , يتغذى من نور يسري

في أحشاء الأنات , يبحث عن مأوى , يسأل عن معنى الإطلاق.

 

مصباح , في أروقة المنى , في رياض الهوى , فوق خيمة التماهي , في قطار الصاعدين

إلى عين الأنوار القدسية.

 

ولولا العشق , لغابت الأحياء والأشياء!!