المالكي ابو الفقراء وعلي الشلاه امامهم المعصوم

 

ثقافة البعث تعتمد على تزييف وانكار الواقع المؤلم , بتصويرة بحالة مخالفة ومتناقضة , عن الواقع الفعلي والملموس والمحسوس , اذ يتحول بسبب النفاق البعثي الى واقع جميل , يرفل بالامان والاستقرار , كما هو الشأن كالعادة حين تتحول الهزائم والانكسارات , الى انتصارات عظيمة يخلدها التاريخ , والفواجع والكوارث , نعم ومكاسب من قائد الضرورة , او القائد الالهي . لذا تحولت السياسية وفق النهج البعثي , الى فن صناعة الكذب والدجل والنفاق والتملق , فقد ظلت هذه التربية والثقافة , راسخة بثبات في عقول وتفكير اصحاب الزي الزيتوني . مهما اختلفت العهود والظروف , وتبدلت الاحوال ,وهذا الخطر الجسيم , هو احدى العلل والامراض التي اصابت العملية السياسية , وجعلتها تبتعد عن المعالجات السليمة . ان اصحاب الزي الزيتوني الذين بدلوا جلودهم , من مادحين وخدم تنقصهم الكرامة الانسانية , والاحساس الانساني في زمن قائدهم المقبور , تحولوا الان بقدرة القادر وباسرع من البرق , الى عبيد الى سيدهم ووالي نعمتهم الجديد , ومنهم النائب والقيادي في حزب الدعوة ( علي الشلاه ) بعد ان كان ( جرو ) ذليل يلعق جزمة ( عدي صدام ) , الى مداح وطبال في جوقة السيرك المهرجين , بتزيف الواقع المرير الذي يئن من ثقله العراق والعراقيين , ويتصور العراق , كأنه خال من القتل العشوائي , والمليشيات الطائفية , التي تجبر المواطنين على الهجرة من مناطق سكناهم , بالتطهير العرقي والطائفي ,او كأن العراق خال من الانقسام والتخندق الطائفي , وكأن العراق خال من الفقر والفقراء , او انه دولة النزاهة والقانون والعدل , والسلام , والامن الذي يموج ويمرح في العراق , كأن هناك احترام لحريات العامة وحرية الرأي وحق التظاهر السلمي , , هكذا هو العراق في مخيلة الرفيق البعثي , صاحب الزي الزيتوني ( علي الشلاه ) الذي يصدح في نهيقه صباحا ومساءا الى الاعلام , ويتجاسر بالوقاحة البعثية على كل المداحين والانتهازين والوصولين , ويتعدى الحدود والخطوط والحواجز بنفاقه الذليل , دون خجل او حياء , او ذرة من الكرامة والضمير الحي , حتى يحظى بكرم ومباركة سيده الجديد ووالي نعمته . حين يصف سيده الجديد , بان ( المالكي ابو الفقراء , وان الفقراء يشعرون بالفخر والاعتزاز لعظمة المالكي ) وبنفاق اكثر ( ان المالكي حول فقراء العراق الى افضل من فقراء امريكا , وان فقراء العراق يتمتعون ببحبوحة العيش الكريم , اذ توجد في بيوتهم الثلاجة او المبردة , او حتى جاكس فور , وايفون فايف ) ويتطاول اكثر في الرياء والسخافة والهذيان المجنون ( ولهذا السبب فان الفقراء , يدعمون ويساندون ويؤازرون المالكي مجددا , لان ولايته الثالثة , ستشهد القضاء على الفقر بشكل نهائي , وان البطالة والفقر , ستكون من مخلفات الماضي , وان مستوى انفاق الفرد العراقي سيتقدم على دول المنطقة ) بهذا الغث السقيم ,والهراء السخيف بالنفاق , لان صاحب الزي الزيتوني , لايدرك بانه منفصل تماما عن الواقع المرير , وانه يتحدث بخياله المعتوه , عن شعب اخر غير الشعب العراقي , ولا يعرف كيف يتدبرون احوالهم , فقراء العراق , الذين يجبرون ابناءهم على ترك مدارسهم اضطرارا من اجل لقمة الخبز المر , وينخرطون في الاعمال الشاقة والصعبة , او يفتشون عن رزقهم اليومي في حاويات القمامة والازبال , او التسول في الشوارع , لان ابنه الصغير يصرف شهريا على فاتورة التليفون اربعة ملايين دينار , ولم يسمع عن البيوت العشوائية وبيوت الصفيح , التي لاتحميهم من برد الشتاء وامطاره , ولا من قيظ الصيف واهواله . لانه يسبح في جنة الخيرات , لم يكن يحلم بها , حتى عندما كان يلعق بلسانه كالكلب السائب حذاء سيده الاول , انه لا يعرف معنى هموم الشعب ومعاناته , بعدما رحل من جهنم سيده الاول , ووقع تحت اقدام سيده الحالي ووالي نعمته , فكيف يدرك حالة العراقيين , وهو يسبح في بحر المال الحرام , فالف مبروك وانت تنهل وترشف من نهر النفاق والدجل , لكن تذكر ان التاريخ لاينسى من ذاكرة الشعب , كيف كنت وكيف وصلت...