هاك عبثاً.. هاك

 

(كتابة أخرى عن المعضلة السياسية)

ما الذي يمكن العثور عليه في ما بعد اليأس؟

لنشرح اليأس، ولنكتشف قوته: استمرار الفساد. وصول رائحته إليك، إلي. ربما إلى هذا المقال. الفساد حين يستمر يتحول إلى إيمان. استمرار الإيمان يجعل الفساد آية.

قوته أيضاً: اللغة. راقبوها جيداً. هناك متسع من الفخامة، التي ترتفع وتقف فوق رأس لا يفكر، ولا يبدو فخماً. لغة النظام، مثالاً. إن شئت اجعلها المثال الوحيد، وكل الأمثلة غيرها، صوت خائف، في زاوية ميتة من البلاد.

وفي شرحه الذي يطول: القناعة. إنها في عقل جمعي يمثل الملايين، لذلك ستجد اللغة، التي جعلت الفساد ايماناً بفخامة، صوت الناس وضميرهم الجديد.

هذا ما يفعله استمرار اليأس. فما الذي يليه.

(كتابة عن الحلم الذي سيدفن)

ما الذي يمكن تذكره من مرحلة ما قبل اليأس؟

لنشرح الأمل، ولنكتشف لحظته العاطفية: استمرار 2003. أو قل الحنين إلى لحظة ما قبل ساحة الفردوس، ما قبل فيديو الرأس المسحول. ستعني لك استمرار أغاني المنفى عن "الداخل"، استمرار العيش المشترك بين جارين ودودين، يطلقان صوتين، على نقيض: كؤوس مرفوعة بنخب الأمل، وابتهال يصل السماء: "هيهات".

لكن الحلم، الذي سيدفن، ولو كان قلبك ميتاً ادفنه الآن، ليس في وارد الكأس او الابتهال. فهاك نخبك المر، بعد كل "الله أكبر" لانتحاري يشرب في فردوسه، وهاك ابتهالات تبدأ وتنتهي في المقابر.

(كتابة عن الكتابة)

ما الذي يمكن العثور عليه في الكتابة؟

أنا اكتب لك. غير صحيح. كلنا أنانيون، ونحمي النفوس من الكآبة، بالكتابة.

هذا سر الكتابة عن الكتابة، بأنها "رعشة" نفس أوجعتها الأرض، وحاصرها الاخرون، بإيمانهم وفسادهم. وباتت على وشك "لغة" فخمة، كالفيل. ذلك الفيل الأسطوري الذي أسميناه "البلد الجديد"، ووضعناه في ظرف حال، ما بعد 2003.

أنا لست أنا، إذ اكتب بالنيابة عنك.

 

(الكتابة عن الرحيل)

الكتابة الحية الآن، عن الموجوعين والتائهين، والذين ليس لديهم إيمان. كتابة من دون لغة.