عطري عبق نرجس, خطواتي نسيم هادئ بارد, اكتب حروف قصتي على صفحات أضلعي, أجيدُ الارتجال بغناء الحزن والبكاء, فلحنُ صباي على مسرح الدنيا, ممزوج بالشجن، قد هدتني الجراح منذ طفولتي العمياء, سكنتُ وسط القمامة, سُرقت مني ملامحي, وترعرعت بين أذرع قباحة المجتمع الهش, حيث لا أرى جدران حولي ولا فضاءاً يحتضن أحلامي, فلا أنسى أنني المنبوذ والمستقبح في بلدي.. أنا هكذا منذ أن أدركت ان لي حواس.. أزمات تتبعها أزمات, مشاكل المجتمع تتصاعد, كهولة الدولة التي لم تلتفت إلى رعاية وحاجة الطفولة في ظل تخبطات الأمن الفاشلة, كثيرون من سلكوا مسلك (التسول) لكسب لقمة عيش بعد أن باعوا أخر قطرة حياء !! نومٌ وتسول على قارعة الطريق في وطنٍ تحلم كل الدول بمثل ميزانيته السنوية, فسنة من ميزانية العراق تعادل ميزانية دولة أخرى لسنوات أربع!! برأيكم هل بلدنا فقير؟ أين مستقبل العراق(الطفل)؟ أو إلى أين؟ وإلى متى تنهب الأموال أيها الفاسدون؟؟! استحلفكم بالله هل لديكم الحس (الأبوي)؟ نعم, لديكم ولكنها قاصرة. عندما تفتخر وتتباهى أيها المسؤول أن فاتورة اتصال صغيرك كانت أربعة ملايين دينارشهريا, طفلك ذو الأربع سنوات!.. تباً لك ألا تفكر؟ الا تسمع؟ ألا ترى؟ لماذا غيبت حواسك!فالتلفاز يروي قصص مؤلمة لمتسولين أضناهم الجوع ومرارة الأيام,مثلما روى فضائحكم الزاكمة! ماذا لو أصبح أحدكم رجلا, واخذ على عاتقة رعاية أمل المجتمع (الطفل) في ظل الأموال المهدورة هباء لرفاهيتكم ورفاهية عوائلكم و عوائل أقربائكم؟ عَجز الكثير من الصارخين للحق, لا ساكن يتحرك ولا ضمير يصحو, فالطوفان المجتمعي اخذ بالازدياد, بين تسول وحرمان وضياع وإهمال, سرقة المال العام هو مبتغاهم أولا وأخرا... سؤالي الأخير هل يحق لهم العيش بحياة كريمة في بلدهم ؟ لا احد يرعاهم (سوى الله) حيث عين الله لا تغمض ..وتوعدوا بذلك أنكم محاسبون أمامه سبحانه,اتقوا الله اعملوا خيرا لآخرتكم وصدقة لدنياكم, قد تجدوا في ذلك باب كنوز من مثاقيل الحسنات.. ولكم الأمر ..أيها المسئولين ..فالكل محاسب, (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
|